شهد محيط قصر العدل في بيروت ظهر امس اعتصاماً نفذه اكثر من 500 طالب وطالبة من "التيار الوطني الحرّ" بقيادة العماد ميشال عون احتجاجاً على توقيف الاجهزة الامنية اللبنانية الطالبين الناشطين في التيار مارك شقير ونعيم سمعاني من جامعة الروح القدس في الكسليك الخميس الماضي. وردد المعتصمون هتافات معادية لسورية واسرائيل تدعو الى انسحاب جيشيهما من لبنان وتولي الجيش اللبناني مسؤولية الأمن على كل الأراضي اللبنانية. وطالبوا باطلاق الطالبين والمهندس مارون نصراني الذي اوقف اول من امس، ورفعوا لافتات "تطالب بحماية حقوق الطلاب والتعليم". وتطور الأمر الى مواجهة وتضارب بالأيدي بين المعتصمين وعناصر من قوى الأمن الداخلي بعدما منعوهم من توزيع مناشير على السيارات والمارة. وأدى ذلك الى توقيف خمسة من المشاركين في الاعتصام هم نعيم عون ابن شقيق العماد عون والمهندس زياد عبس وطوني عتيق وباتريك سماحة وطوني أوريان. وتضامناً مع المعتصمين في الخارج اعتصم عدد من المحامين المنتمين الى "التيار" وأنصارهم، داخل مكتب النقابة مستغربين توقيف الطلاب. وأكدوا عدم صلاحية المحكمة العسكرية للنظر في قضيتهم. في هذا الوقت قابل وفد من المعتصمين نقيب المحامين في بيروت ميشال ليان الذي ابلغهم انه اجرى اتصالاً بالنائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، وبحث معه في موضوع الموقوفين. وأكد ليان ان عضوم وعده باطلاق الطالبين الموقوفين اليوم أمس وعدم احالة المهندس نصراني على القضاء العسكري. ثم خرج ليان ودعا المعتصمين الى التفرق "لأن النقابة تبلغت رسالتكم، وستعالج الأمر بالأساليب المناسبة، فقضيتكم قضيتها". وأشارت أوساط التيار الى استمرار الاعتصام حتى اطلاق كل الموقوفين. وسألت عن اسباب عمليات الدهم التي طاولت منازل بعض الناشطين في التيار، خصوصاً تطويق منازل المهندس حكمت ديب والمحامي جورج حداد وسمير طايع في كسروان، ومُنِعَ باتريك خوري من دخول منزله، والبحث عن إيلي شباط والمحامي جان عقل ورولان خوري. وعصر امس اطلق شقير وسمعاني ونصراني بكفالة مالية، 300 الف ليرة للاولين لتوزيعهما مناشير ضد دولة حليفة، و100الف للثالث لقطعه الطريق في جونيه بالحجارة، على ان يحاكم الخمسة الاخرون اليوم امام المحكمة العسكرية لاصطدامهم مع قوى الامن امام قصر العدل وجرحهم اربعة منهم. وكان طلاب جامعتي الكسليك وسيدة اللويزة في ذوق مصبح نفذوا قبل ظهر امس اعتصاماً احتجاجاً على توقيف الطالبين، وحملة الدهم التي نفذت على منازل ناشطين في التيار.