توجه 44 مليون ايطالي أمس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رؤساء 15 مقاطعة و550 مجلساً بلدياً و60 متصرفاً إدارياً. وأخذت المعركة طابع المنافسة الشديدة وتحولت إلى امتحان جدي لكل الأحزاب والقوى، خصوصاً الائتلاف الحاكم. وحشد يسار الوسط، الذي يقود الائتلاف الحاكم، يسانده حزب إعادة التأسيس الشيوعي المعارض وقوى المعارضة اليمينية ورابطة الشمال الانفصالية، قواهم بطريقة لم تشهد ايطاليا لها مثيلاً في الانتخابات السابقة. العنصر الجديد الذي أفرزته مرحلة المواجهة والإعداد لهذه الانتخابات كان التحالف بين قطب الحرية اليميني ورابطة الشمال الانفصالية على ضوء برنامج يقضي بمنح المقاطعات الأربع الشمالية في حال فوز التحالف، صلاحيات أكبر يقودها تدريجاً نحو الانفصال عن ايطاليا، لذا استنفرت القوى اليسارية والديموقراطية لإجهاض هذا التحالف. وفي إطار هذا الصراع، حاولت قوى الوسط تجميع قواها واستعادة زمام المبادرة للحيلولة دون تحول المعركة إلى معسكرين: يميني فاشي تقليدي يغلب عليه الطابع المتطرف، ويساري يغلب عليه طابع الاعتدال. وأخذت المعركة منحى صدامياً وصل إلى حد تبادل الاهانات والشتائم بين الطرفين عبر شاشات التلفزيون والصحف والاذاعات، مما جعل الصورة بالغة التعقيد بالنسبة إلى الناخبين، وزاد في حدة هذه الفوضى والضياع الانقسام الذي ظهر داخل الأحزاب، فإلى جانب المواقف الرسمية لكل حزب، هناك مواقف أخرى داخلية تتناقض مع الموقف الرسمي للقيادة.