القدس المحتلة، غزة، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعلنت واشنطن ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تبادلا اقتراحات في شأن اطار اتفاق للمفاوضات النهائية، وسيعودان الى المنطقة مطلع الاسبوع للتشاور مع زعمائهم، فيما اكد الجانب الفلسطيني ان المفاوضات ستنتقل الى المنطقة، وان الرئيس بيل كلينتون اتصل بالرئىس ياسر عرفات ليل الجمعة - السبت. في غضون ذلك، توالت ردود الفعل على استعداد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح على 65 في المئة من الاراضي الفلسطينية، في نهاية ايار مايو المقبل، ففي حين رفض الفلسطينيون الاقتراح، ربط وزير اسرائيلي قيام الدولة بموافقة حكومته. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن في وقت متقدم ليل اول من امس: "انهمك المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون طيلة الاسبوع في مناقشات جوهرية مكثفة" في قاعدة بولينغ الجوية قرب واشنطن، وأضاف: "خلال مسار هذه المناقشات تبادل الجانبان اوراقاً عن سبل ايجاد هيكل لاطار اتفاق" سلام دائم. وتابع ان الأوراق تحتوي "كل العناصر الجوهرية اللازمة لاطار اتفاق، وواضح ان هناك قضايا صعبة وفجوات لا تزال باقية، ونريد مواصلة العمل مع الطرفين للتغلب على تلك الفجوات". وأشار الى ان واشنطن وافقت على "النهوض بدور اكثر تركيزاً في المناقشات ومشاركة أوسع في المناقشات". وتوقع ان يختتم المفاوضون محادثاتهم مطلع الاسبوع وان يعودوا الى المنطقة للتشاور بعد تبادل الاقتراحات في شأن اطار اتفاق. وقال رئىس الوفد الفلسطيني للمفاوضات الانتقالية الدكتور صائب عريقات لوكالة "رويترز" في واشنطن أمس ان المحادثات ستستأنف في المنطقة نهاية الشهر بمشاركة المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية وفا عن نبيل ابو ردينة مستشار عرفات قوله ان كلينتون اتصل بالأخير ليل الجمعة - السبت وبحثا في مستجدات العملية خصوصاً بعد لقاء الرئيس الأميركي باراك في واشنطن قبل أيام. ووصف ابو ردينة الاتصال بأنه "مهم جداً" تمهيداً للمحادثات التي "سيجريها عرفات مع كلينتون في العشرين من الشهر الجاري في واشنطن، في شأن افضل السبل لاحراز تقدم في عملية السلام". وأوضح ان كلينتون "اكد التزامه العملية وتحقيق تقدم ملموس من خلال الجهود الاميركية المبذولة حالياً". إسرائيلياً، اكد وزير العدل يوسي بيلين امس أن شرط إعلان الدولة الفلسطينية قبول الدولة العبرية "وطالما لم تقبل ذلك رسمياً لن تكون هناك دولة فلسطينية، واعلان الاستقلال من جانب واحد لن يغير شيئاً". واستبعد التوصل الى اتفاق على الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية "من دون ادراج قيام دولة فلسطينية ذات صلاحيات أمنية محدودة". وكان التلفزيون الاسرائيلي نقل عن مسؤولين مشاركين في المفاوضات ان باراك مستعد للاعتراف بدولة منزوعة السلاح فوق 65 في المئة من الأراضي الفلسطينية، لدى توقيع اتفاق اطار نهاية أيار مايو، فيما سيترك البحث في قضية الحدود الى الاتفاق النهائي منتصف ايلول. واوضح ان اقتراحات وضعت على بساط البحث في شأن مسألة الحدود، وبحسب المشروع الأول الذي قدمه وزير التعاون الاقليمي شمعون بيريز فان الدولة الفلسطينية، ستمتد على 80 في المئة من الاراضي الفلسطينية في حين تضم الدولة العبرية 20 في المئة. وينص الاقتراح الثاني الذي قدمه الوزير لدى رئاسة مجلس الوزراء حاييم رامون على ان تشمل الدولة الفلسطينية 70 في المئة من الاراضي وتضم اسرائيل 10 في المئة في حين تخضع نسبة 20 في المئة لوضع انتقالي لسنوات. وأفاد التلفزيون ان باراك يعارض الحلول الانتقالية ويرغب في تسوية مسألة الحدود دفعة واحدة، مشيراً الى ان اقتراحه الاصلي يتعلق ب65 في المئة من الاراضي الفلسطينية. واضاف ان باراك غير مستعد لتقديم اي تنازل في شأن القدسالشرقية او عودة 5،3 مليون لاجىء فلسطيني من الدول العربية. ورفض عرفات هذا الاقتراح، معتبراً انه يهدف الى النيل من معنويات الفلسطينيين، فيما قال عريقات ان حدود الدولة الفلسطينية ستكون حدود عام 1967. وكان المسؤولون الفلسطينيون صرحوا بأنهم لا يتفاوضون على قيام دولة تعهد عرفات إعلانها بحلول منتصف ايلول المقبل باتفاق او من دونه، وانما على طبيعة هذه الدولة.