جاء تصدير عُمان للغاز المسيل الاسبوع الماضي تجسيداً لرؤية عمانية تأخذ في الاعتبار تنويع مصادر الدخل من دون الاعتماد الكامل على النفط الذي يقدر له أن تجف احتياطاته في السلطنة بعد عشرين سنة. واعدت عُمان خطة للمرحلة المقبلة سميت بالرؤية المستقبلية 2020 من أهدافها بناء اقتصاد قوي قادر على الوقوف بالنفط أو بغيره في ظل متغيرات اقتصادية متلاحقة. وفي عام 1991 تم اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي في المنطقة الوسطى مع امكانية استخراج نحو 22 تريليون قدم مكعبة من الغاز تزيد على حاجة السلطنة منه لذلك تأسست "الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسيل" التي تملك الحكومة العمانية نسبة 51 في المئة من اسهمها وشركة "شل" الهولندية البريطانية 30 في المئة وشركة "توتال" الفرنسية 5.54 في المئة والشركة "الكورية للغاز الطبيعي المسيل" 5 في المئة وشركة "بارتكس" البرتغالية 2 في المئة و"ميتسوبيشي" اليابانية 2.77 في المئة و"ميتسوي" 2.77 في المئة، وتم اختيار قلهات في ولاية صور 350 كلم شرق عمان لإنشاء مصنع لإسالة الغاز نظراً لوجود مرفأ طبيعي عميق وقريب من الشاطئ وهي لا تبعد كثيراً عن حقول الغاز. ويتميز الغاز المسيل عن غيره، كالفحم والنفط، بسهولة التحكم وخاصية الاحتراق النظيف. ولا شك ان الحجم الضخم للغاز الطبيعي يجعل عملية نقله شبه مستحيلة الا انه يتم تبريده الى درجة 160 درجة مئوية تحت الصفر. وبهذه العملية يصغر حجمه 600 مرة عن حجمه في حالته الغازية، والكمية التي تستوعبها غرفة يمكن وضعها في علبة ثقاب صغيرة وعندما يتحول الى سائل يمكن نقله بواسطة السفن مسافات طويلة. وتبلغ الطاقة الانتاجية للمصنع 6.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسيل وتم بيع انتاج المصنع للسنوات ال25 المقبلة الى شركة الغاز الكورية التي استوردت الشحنة الأولى من أصل 4.1 مليون طن من الغاز بقيمة 1.4 بليون دولار، واشترت شركة "اوساكا" 700 ألف طن وشركة "دابهول للكهرباء" الهندية 1.6 مليون طن. وسيتم شحن الكميات الفائضة عن حاجة المستوردين الأساسيين الى الولاياتالمتحدة. وتتولى شركة "تنمية نفط عمان" نقل الغاز من حقوله عبر خط انابيب طوله 360 كلم من المنطقة الوسطى حيث آبار النفط الى قلهات موقع التصدير، وتملك الحكومة العمانية حقول الغاز فيما تقوم الشركة العمانية للغاز المسيل بشرائه وتسييله وتصديره. ويقوم المصنع التابع للشركة بانتاج الغاز على ثلاث مراحل أولاها تنظيف الغاز من الشوائب وتجفيفه لإزالة الرطوبة بالكامل حيث ان ثاني أكسيد الكربون والماء يتجمدان قبل تجمد الغاز ما يسبب انسداد انابيب المصنع، اما المرحلة الثانية فهي تبريد الغاز ليتحول الى سائل وهي محور عمليات المصنع، اما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التصدير بنقل الغاز المسيل الى السفن المخصصة لنقله.