اكدت موسكو انها تجري "حواراً مباشراً" مع شيشانيين، وذكر وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان "نتائج ايجابية" ستظهر قريباً، ولمح الى احتمال قبول روسيا فكرة الوساطة. وأجرى ايفانوف امس مباحثات مع نظيرته النمسوية بينيتا فيريرو فالدنر التي تترأس حالياً منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وذكر في مؤتمر صحافي مشترك اثر اللقاء ان هناك "حواراً مباشراً مع ممثلين شيشانيين لتحقيق تسوية سياسية". ولم يحدد الوزير هوية واسماء الشيشانيين، لكنه قال ان "الباب لم يغلق في وجه أحد"، ما يعني ان موسكو لم تعد ترفض التفاوض مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي عرض أخيراً هدنة من جانب واحد للشروع في مفاوضات من دون شروط مسبقة. وقال خبير روسي في شؤون القوقاز ل"الحياة" ان مفاوضات تجرى فعلاً في موسكو بين ممثلين عن الديوان الرئاسي والحكومة الروسية من جهة، وفريق من الاعيان الشيشانيين يقودهم رئيس البرلمان الروسي السابق رسلان حسبولاتوف. وأوضح ان هذا الفريق "يعارض بشدة" التفاوض مع مسخادوف الا ان موسكو تريد ان تبقى "قنوات مفتوحة" مع الرئيس الشيشاني الذي يعد الطرف الوحيد المعترف دولياً بشرعيته. ولاحظ المحللون ان الجانبين أخذا يهيئان الاجواء لقبول فكرة التفاوض وخفض الحد الأعلى للشروط. فقد لوحظ ان موسكو لم تعد تصنف مسخادوف في خانة "قطاع الطرق"، وكفت عن التذكير بأنه مطلوب في قضية جنائية عن "العصيان المسلح". وبعدما كانت ترفض الوساطة باعتبارها بداية ل"تدويل" نزاع داخلي فإن ايفانوف قال امس ان بلاده مستعدة للتعاون مع المنظمات الدولية التي "تريد الإسهام في التسوية". ومعروف ان منظمة الأمن والتعاون الأوروبي كانت لعبت دوراً أساسياً في تنظيم الاتصالات بين موسكو وغروزني اثناء الحرب الأولى، وأقامت بعثة دائمة في العاصمة الشيشانية الا ان عملها توقف بعدما تعرضت لهجوم. واكدت فالدنر امس ان المنظمة تنظر حالياً في فتح بعثة جديدة في منطقة زناسيتسكويه في المناطق السهلية الشيشانية، لكنها قالت ان القرار مرهون ب"تطورات الوضع وتأمين سلامة اعضاء البعثة". الا ان الحديث عن التسوية السياسية تزامن مع تصعيد القصف والغارات، وذكر بلاغ أصدرته القيادة الفيديرالية ان الطيران الروسي قام ب85 طلعة خلال ال24 ساعة الماضية وتوقع "ازدياد كثافة عمل الطيران والمدفعية" في المناطق الجنوبية. وذكر وزير الدفاع ايغور سيرغييف ارقاماً أثارت استغراب المراقبين، فقد اشار الى ان "الحصيلة" اليومية للقتال مصرع 30 مقاتلاً شيشانياً وتدمير 17 سيارة و25 مستودعاً، ثم قال انه "لم تعد هناك وحدات كبيرة" وان الشيشانيين تفرقوا الى مجموعات صغيرة متشرذمة. وفي هذه الحال يبدو غريباً ان تفقد هذه "الفلول" بمعدل 450 سيارة شهرياً وتواصل المقاومة في الوقت ذاته. ومن جانبه ذكر النائب الأول لرئيس هيئة الاركان العامة فاليري مانيلوف ان الاستخبارات العسكرية رصدت وصول "بعثة تفتيش تمثل منظمات عربية متطرفة" من ممولي التشكيلات المسلحة الشيشانية. واضاف ان البعثة تنوي التأكد مما يقوم به القائد الميداني العربي الأصل خطاب الا ان الأخير "يبذل قصارى جهده لمنع المفتشين" من الوصول الى قواعده. وذكر الجنرال ان خطاب تحدث الى مساعديه عن وضع صعب يمر به وقال "ان كل واحد منا معلق بشعرة".