سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الموازنة 15 مليون دولار تكفي لثلاث سنوات والمحررون من الشباب فقط . "إيلاف": أول مشروع صحيفة انترنت يومية دولية تصدر من لندن باللغة العربية في تشرين الأول
تنطلق في تشرين الأول اكتوبر المقبل، في لندن، صحيفة عربية دولية هي الأولى من نوعها وينتظر أن تؤذن بقيام عهد جديد في عالم الصحافة العربية التقليدية. وتتميز الجريدة التي ستصدربرأس مال 15 مليون دولار، وستكون أول صحيفة عربية دولية يومية تصدر عبر الانترنت، بكونها ستقدم خدماتها الصحافية مجاناً إلى قرائها، مع تحديث معلوماتها على مدار الساعة. وقال السيد عثمان العمير، رئيس التحرير السابق للزميلة "الشرق الأوسط" المسؤول عن المشروع: "العالم العربي يحتاج إلى صحافة حقيقية عبر الانترنت، لأن معظم الصحافة العربية ضيف على شبكة الانترنت ويحاول التكيف معها من الخارج بدل أن يعيش وينمو داخلها، وأن ينتج عبرها مباشرة خدماته الاعلامية". وكان معظم الصحف العربية لجأ خلال السنوات الأخيرة إلى وضع صفحاته المطبوعة على الورق في ملفات متاحة على شبكة الانترنت لقراءتها وتصفحها وخزن موادها. إلا أن أياً من هذه المؤسسات لم يصل إلى حد إصدار صحيفة عبر الانترنت تقدم المعلومات والخدمة الاعلامية مجاناً، مع سعيها في الوقت ذاته إلى تأمين وسائل أخرى لتحقيق دخل مادي تعوض به الخدمة المقدمة للقراء، ولتبرير استمرار الصحيفة تجارياً. وقال العمير: "الفكرة بدأت من شعوري بأن الحاجة باتت ماسة إلى الافادة من خدمات الانترنت لإيصال صوت وسائل الاعلام العربية. وهذا أمر ليس اختراعاً مني لكن مشروعي لا يوجد ما يماثله في العالم سوى مشروع كوري ينفذ الآن". وأشار إلى أن المشروع الذي يحمل اسم "ايلاف" عبارة عن "مجموعة خدمات إعلامية ستكون واجهتها الصحيفة نفسها، على أن تتضمن مجموعة من الخدمات التفاعلية عبر الانترنت". وشرح أن فكرة المشروع بدأت عملياً منذ أكثر من سنة، وأن مصادر التمويل تنقسم إلى شقين: الأول "شخصي" والثاني تتولى تغطيته "مصارف وشركات اقتنعت بالفكرة". وذكر أن كلفة المشروع التقديرية ستكون في حدود 15 مليون دولار، وستتضمن الموازنة التشغيلية الخاصة بمركز لندن. وقال: "الصحيفة ستكون من المطبوعات المستقلة حقيقة، لأني لا أريد لها الخضوع لبعض العوائق" التي لم يُسمّها والتي قال إنها "تعترض عمل بعض الوسائل الاعلامية". وأشار إلى أن الشركة ستستفيد من الأخطاء والسلبيات التي عرفتها المراكز العربية وغير العربية التي تصدر مطبوعاتها وخدماتها الاعلامية انطلاقاً من موقع عمل يقع في بيئة ذات كلفة إنتاج عالية، في حين أنها توجه انتاجها وخدماتها إلى أسواق تتميز بعدم امتلاك الأفراد فيها قدرات شرائية عالية. وقال: "هذا الأمر يؤدي إلى انعدام التوازن بين عملية الانتاج والتسويق، وهذه حال وسائل الاعلام العربية الصادرة في لندن". وأوضح أن معظم عمليات الانتاج والتشغيل سيكون موزعاً على كل العالم العربي، على أن تعتمد الخدمات التحريرية التي يؤمنها المترجمون والمحررون على تسهيلات الانترنت اعتماداً كبيراً. وأفاد أن "لندن ستكون مركزاً للمقر الرئيسي لكن سيُصار إلى حد نفقات هذا المركز وإمكاناته البشرية. وستدعم ثلاثة مراكز في بقية العالم العربي في الدار البيضاءوبيروت ودبي عمل المركز الرئيسي في لندن في مجال الانتاج، في حين يتولى المراسلون والمتعاونون في أكثر من بلد عربي وأوروبي، تقديم الدعم اللازم لعمل المشروع". وأضاف: "سنتجنب أي نوع من المركزية في أي من مراكزنا. وسيقدم مراسلونا وصحافيونا المعلومات من أماكن تواجدهم وعملهم في أي بلد كانوا فيه، ومع كل منهم الكاميرا وجهاز الكومبيوتر المحمول". وتصدر "ايلاف" عن "دار إيلاف للنشر" وهي شركة بريطانية مسجلة رأس مالها المعلن عشرة ملايين دولار. وقال العمير: "حصتي في المشروع 51 في المئة وهذه الحصة مسجّلة إما مباشرة باسمي وإما باسم شركات أخرى أملكها. أما الحصة المتبقية فتتوزع بين 25 في المئة تملكها مجموعة "سيف ميديا أوفشور" وهي مجموعة يملكها أوروبيون، و24 في المئة تملكها شركة "لاين كوربوريت أسيتس" وهذه أصحابها بريطانيون". وستبث "إيلاف" في الفترة الأولى عبر الانترنت فقط ثم تصبح متاحة عبر الأقمار الاصطناعية وشبكات الكيبل، مما سيتيح استقبالها عبر أجهزة التلفزيون المجهزة بوسائل الاستقبال المناسبة. بنية المشروع الاعلامي وذكر السيد العمير أن مركز الصحيفة سيكون في مقر مستأجر من شركة "أو.آر ميديا" التي يملك نصفها غرب العاصمة البريطانية. وقال: "عدد موظفينا في لندن لن يتجاوز 15 من محررين وإداريين. ونحن راعينا تقليص كمية الانتاج من مركز لندن لعدم رفع تكاليف الانتاج ولتكون الإدارة اقتصادية". وأضاف: "عملية التوظيف بدأت لكننا نحاول أن نركز على جعل معظم العمل يجري خارج لندن، لذا أسسنا مكتباً رئيسياً في الدار البيضاء في شارع الزرقطوني وسنؤسس مكتبين مماثلين في بيروت ودبي. ونحن حريصون على اختيار العناصر الشابة لأننا نريد أن يكون الجيل العامل لدينا هو جيل الانترنت، ولأن الكثير من الوسائل الاعلامية نجح في العالم العربي بسبب اعتماده على قدرات شابة جديدة". وقال إنه تم توظيف خمسة صحافيين في لندن وتسعة في الدار البيضاء. وتابع: "في لندن نسعى إلى اختيار أدنى عدد ممكن من الصحافيين ممن يتمتعون بالكفاءة لتجنب حدوث فائض في الموارد البشرية المتاحة. وفي الدار البيضاء نسعى إلى أن تكون مجموعة الموظفين لدينا جديدة لم يسبق لها أن عملت في الصحافة من قبل، مع وجود عنصر أو اثنين مخضرمين لديهما تجربة سابقة. وسنفتح الباب أمام الجيل الشاب ليسيطر على العملية الانتاجية وعلى نظام العمل". وذكر أنه سيكون الناشر ورئيس التحرير وأنه سيحاول "إغناء العاملين معه بالتجربة" التي راكمها، على أن يملك المحررون نحو 15 في المئة من أسهمها.