} استمرت المقاومة ضارية في غروزني ولم تسيطر القوات الروسية سوى على نصفها، رغم تأكيد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان قواته انسحبت من العاصمة واعلانه البدء ب"حرب عصابات". وقررت موسكو استدعاء الاحتياط لمدة شهرين، فيما لم يستبعد الرئيس التتري منتمير شايمييف احتمال ان تجرى مفاوضات بين موسكو ومسخادوف. اعلن سعيد حسن ابو مسلموف الناطق باسم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان "الدفاع عن غروزني اصبح متعذراً، لذا تقرر الانسحاب منها في صورة منظمة واخلاء 80 جريحاً". واضاف ان انسحاب "مجموعات كبيرة" من العاصمة يعني بداية حرب الانصار. واعترف بمقتل ثلاثة من القادة الميدانيين بينهم اصلان بك اسماعيلوف قائد جبهة غروزني. لكنه ذكر انهم اصيبوا خارج العاصمة وليس أثناء الانسحاب منها. ونفى انباء عن بتر ساقي القائد المعروف شامل باسايف الذي ذكر في حديث الى مركز "قوقاز" الاعلامي انه اصيب بشظية ولكن "لديه ما يكفي من القوة". ورغم الحديث عن الانسحاب فإن وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف الذي وصل الى الاراضي الشيشانية امس، اكد ان المدينة محاصرة ويتعذر الخروج منها بالنسبة الى حوالى 1500 مقاتل لا يزالون داخلها. وتوقع ان تنجز قواته قريباً، المرحلة الختامية للعمليات. ورفض قائد القوات الروسية في القوقاز فيكتور كازانتسيف تحديد موعد لنهاية الحرب، لكنه ذكر ان "انعطافاً جذرياً" حصل في غروزني واكد ان قواته سيطرت على المواقع الاستراتيجية في المدينة. ولكنه اعترف باستمرار المقاومة الضارية قرب محطة القطارات وفي مناطق اخرى. وحتى الآن، اكدت القيادة الروسية استيلاءها على 50 في المئة من غروزني. وقالت انها ستتمكن "في غضون ايام" من السيطرة على الاجزاء المتبقية. ولهذا الغرض، واصلت الطائرات والمدفعية قصف احياء داخل المدينة واعلن عن مصرع 40 وأسر 150 مقاتلاً. وابدت موسكو حذراً شديداً في تغطية انباء الحرب، ولكن مؤشرات ظهرت على ان الكرملين يتوقع استمرارها فترة طويلة. واصدر رئيس الدولة بالوكالة فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باستدعاء الاحتياطي ل"دورات تدريبية" تستمر شهرين. ورفضت وزارة الدفاع الكشف عن ارقام لعدد الذين يشملهم الاستدعاء. لكنها تعهدت بأن أياً منهم لن يرسل الى الشيشان. وذكرت صحيفة "ازفيستيا" ان بين المشمولين بالمرسوم 20 ألف ضابط سيكلفون باشغال مناصب في مواقع المرابطة الدائمة شغرت بإرسال ضباط الى الحرب الشيشانية. والى جانب المعارك الميدانية تواجه موسكو اشتباكات على الجبهة الديبلوماسية. واضطر بوتين عند استقباله وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس، الى الاعتراف بأن الولاياتالمتحدة "تطرح بصرامة" موضوع الحرب الشيشانية. وألمح الى ان موقف واشنطن يشبه "صرامة روسيا في طرح عدد من القضايا" سابقاً، في اشارة الى اعتراض موسكو على قصف الصرب. ورغم ان الحوار يبدو مستحيلاً فإن رئيس تترستان الذي يُعدّ من أهم القادة الاقليميين الذين لا صوت مسموعاً لهم في موسكو، ذكر امس انه "لا يستبعد احتمال التفاوض" مع مسخادوف. وقال ان الرأي العام "لم يستغرب كثيراً" حينما عمدت موسكو الى اطلاق سراح محافظ غروزني السابق بيسلان غانتميروف من السجن وارساله الى الشيشان لقيادة ميليشيات متعاونة مع موسكو "فلماذا يجب ان نستغرب احتمال التفاوض مع مسخادوف؟".