سكبت الحكومة الكويتية أمس ماء بارداً على أزمة "التنظيم الديني المتطرف" الساخنة، اذ أعلن وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد ان الذين اعتدوا بالضرب على الطالبة في كلية الدراسات التجارية "أفراد شاذون لا ينتمون الى أي جمعية اسلامية في الكويت أو خارجها". وتحدث النائب خالد العدوة عن تعرض المتهمين للتعذيب، في حين تردد ان حسينية آل ياسين في منطقة المنصورية تعرضت لإطلاق نار فجر أمس. ولم يصدر تأكيد رسمي حتى المساء. ووجه الشيخ صباح الاحمد بعد اجتماع عقده مع نواب التيار الاسلامي في مجلس الأمة، نداء الى "كل الصحف ان لا تخلط بين ناس شذوا عن عادات أهل الكويت وقاموا بفعلة لا ينبغي لأحد ان يقدم عليها، وبين الجمعيات الاسلامية. يجب ان تعلموا ان كل الجمعيات دان الاعتداء على الطالبة وعلى الصحافة ان تهدئ هذا الأمر ولا تثيره". وكان النواب الاسلاميون أصدروا بياناً غاضباً ليل الاثنين هاجم "من يصطاد في الماء العكر ويمارس الانتهازية السياسية في تشويه صورة التيار الاسلامي والعمل الخيري، ويكيل التهم جزافاً". واكدوا "رفضهم القاطع كل اشكال الخروج على القانون اياً تكن مبرراته لأننا في دولة مؤسسات". واعتبروا ان "تعميم مثل هذه الحوادث والاجتهادات الفردية والتصرفات الخاطئة". و"وصم التيار الاسلامي بأنه يتبنى مثل هذه الافعال أو يشجعها ويدافع عنها، هو جر للمجتمع للوقوع في شر الفتنة والدخول به في نفق مظلم". وشكت الطالبة الأربعاء الماضي من ان ثلاثة شبان ملتحين أمسكوا بها بعد خروجها من الكلية وضربوها وقصوا شعرها معترضين على عدم ارتدائها الحجاب الاسلامي. وشدد الشيخ صباح الأحمد على ان السلطات ستواجه مرتكبي الجرائم بحزم، في اشارة الى سبعة شبان اعتقلوا ووجهت اليهم تهمة الوقوف وراء الاعتداء، لكنه اضاف في حديث الى الصحافيين امس ان الحكومة تكن التقدير للجمعيات الاسلامية الخيرية رافضاً ضمناً اتهامات بعض الصحف أمس لهذه الجمعيات بأنها تمول التطرف الديني. ودعا الجمعيات الى التزام النظام الاساسي الذي منحت الترخيص بموجبه. وتابع رداً على سؤال عن تحذير الاسلاميين من "دخول الكويت في نفق مظلم" ان "الدخول في هذا النفق سيكون بسبب الصحف وما تنشره، واتمنى منها التهدئة". وسئل عن احتمال ارتباط "التنظيم المتطرف" بجهات خارجية، فأجاب: "لا توجد أية أطراف اخرى تدعمهم المتهيمن سواء عربية أو غير عربية، وليس لهم ارتباط بالجمعيات الكويتية أو الخارجية". وهاجم نواب اسلاميون امس الحكومة ووزارة الاعلام خصوصاً لنشر التلفزيون ليل الاحد صور المتهمين واسماءهم. الى ذلك، أصدر النائب صالح احمد عاشور شيعي بياناً استنكر تعرض حسينية آل ياسين في منطقة "المنصورية" لإطلاق نار فجر امس، قائلاً ان هذا الحادث "يعد من الأمور الدخيلة التي لم يعهدها الشعب الكويتي". واهاب بالمواطنين "عدم الانجراف وراء الأقاويل والإشاعات، وتحكيم العقل والاعتماد على حكمة اجراءات وزارة الداخلية في التعامل مع الحادث". ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في الشرطة تأكيده نبأ اطلاق النار على الحسينية.