ت ردود الفعل الواسعة في الكويت حزناً على وفاة الشيخين الدكتور وليد العلي، والداعية الشيخ فهد الحسيني، إثر هجوم استهدف مطعماً في بوركينا فاسو، وأمر الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، بتخصيص طائرة أميرية لنقل جثماني الفقيدين إلى الكويت. ونقلت وسائل إعلام كويتية، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أن الوزارة تابعت بألم وأسى بالغين أنباء الهجوم الآثم على أحد المطاعم في العاصمة واغادوغو في بوركينا فاسو، والذي راح ضحيته عددٌ من الأبرياء الذين كانوا يرتادون المطعم، وكان من ضمنهم الدكتور وليد العلي إمام مسجد الدولة الكبير، والداعية فهد الحسيني حيث كانا هناك في مهمة لإنجاز عدد من الأعمال الخيرية. وأضاف المصدر، أن وزارة الخارجية قد تابعت منذ اللحظات الأولى لتلقّيها الخبر وعبر سفارتها في موريتانيا المحالة إلى بوركينا فاسو، وأرسلت أحد دبلوماسييها هناك لمتابعة التحقيقات والانتهاء من إجراءات نقل جثماني الفقيدين، طبقاً لصحيفة "السياسة". نشر الوسطية والعلم الشرعي ونعى وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الأمين العام للجنة العليا لتعزيز الوسطية المهندس فريد عمادي فقيدي الدعوة، والكويت إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير الدكتور وليد العلي، والداعية فهد الحسيني، ووجه تعزيته لأهالي الفقيدين والكويت على هذا المصاب الجلل. وندد "عمادي" بالعمل الإجرامي الذي يستهدف أشخاصاً أبرياء مسالمين جاءوا من أقصى الشرق لنشر الوسطية والعلم الشرعي للأئمة والدعاة، محتسبين أجرهما على الله تعالى وما خرجوا من بيوتهما إلا للدعوة إلى الله، مشيراً إلى إنهما كانا يقيمان دورة علمية شرعية للمسلمين هناك وطالتهما يدُ الغدر الآثمة. وقال "عمادي": إن د.وليد العلي عُرف بمنهجه الوسطي، وغزارة علمه التي استفاد منها الكثيرُ من أبناء الأمة سواء كانوا بالكويت من طلبة كلية الشريعة، أو بمدارس وزارة التربية أو في المنتديات العلمية والندوات والمحاضرات التي كان يتواجد فيها معلماً وموجهاً ومربياً ومدرباً، أو في خارج الكويت من خلال زياراته العلمية والدعوية الرسمية والأهلية. وقال: إن الشيخ العلي كان عضواً في اللجنة العليا لجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم، منذ تأسيسها منذ ثماني سنوات إلى أن لقي ربه، وشارك في عضوية الكثير من اللجان الدعوية، مثل لجنة الوظائف الدينية ولجنة اختبارات الأئمة والمؤذنين ولجنة إعداد الخطبة النموذجية. جهود خيرية وقال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الدكتور محمد الطبطبائي: إن الفقيدين العلي والحسيني، كانا في رحلة خيرية ودعوية إلى بوركينافاسو، ويحملان لأهل تلك البلاد المودةَ والسلام ويقدمان الخيرَ والعطاء ويبذلان الوقت والجهد مع إخوانهم في اللجان الخيرية الكويتية لمساعدة ونفع إخوانهم المسلمين في مختلف أرجاء العالم. اقتحام مسلحين المطعم وقال نائب رئيس لجنة القارة الإفريقية في جمعية إحياء التراث الداعية جمال الحميدي: إن الشيخين كانا قد انتهيا من أحد الأنشطة التوعوية، ثم ارتأيا العودة لمقر إقامتهما في العاصمة واغادوغو، مساء الأحد الماضي، لكنهما عرجا لتناول طعام العشاء في أحد المطاعم المجاورة لمقر إقامتهما، حيث فوجئ الجميع باقتحام مسلحين المطعم وفتحا نيران أسلحتهم الرشاشة صوب طاولة الدعاة الكويتيين وما جاورها، حيث سقطا شهيدين بإذن الله من ساعتهما. ونعت الجمعية الخيرية الكويتية لخدمة القرآن الكريم وعلومه (حفاظ) الشيخين العلي والحسيني، وقال المهندس أحمد المرشد رئيس مجلس إدارة الجمعية: إن الجمعية إذ تنعى الشهيدين – بإذن الله – تستشعر ما يمثله فقدهما من خسارة علمية لمحبيهما ولطلاب العلم وللكويت جميعاً. الصدمة والحزن وعبّرت جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية في بيان لها عن صدمتها وحزنها الشديدين للاعتداء الأليم الذي تعرض له الشيخان د.وليد العلي وفهد الحسيني -رحمهما الله- وأفضى إلى استشهادهما. وقال البيان: إن "جمعية السلام الخيرية رئيساً ومديراً وأعضاء وموظفين وفرقاً تطوعية تتقدم بأحرّ التعازي لأهل الكويت قاطبة ولأسرة الشهيدين وللعمل الخيري الكويتي كل باسمه ولقبه"، الذين فُجعوا بهذه الحادثة الأليمة التي استهدفت بالقتل مواطنين كويتيين يمارسان العمل السلمي الإنساني والخيري. وأضاف البيان، أن هذه الحادثة صدمت العاملين في العمل الخيري والعمل الإنساني في الكويت وفي العالم أجمع، وهذا يأتي ومع اقترابنا من احتفالات الأممالمتحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني تكريماً للعاملين في هذا القطاع واحتفاء بهم، يتم استهدافهم وتقتيلهم وتعطيل عملهم الهادف لمساعدة الناس والتخفيف من معاناتهم. ذكريات طاهرة عطرة وقال الداعية مبارك العازمي: لقد توقف عقلي تماماً إلا من ذكريات طاهرة عطرة لا تُنسى، فأول لقاء رأيتُ فيه شيخَنا العلي في حملة العم "حسن الكندري" رحمهما الله، ظننته أحدَ المُنظمين من شِدة تواضعه ومساعدته للإدارة، رغم أن دوره في الحملة كان مرشد درجة (Vip) وفي هذه الرحلة أذكر تماماً حين رفعت إحدى الأخوات صوتها متذمرةً على أمر ما، فما كان من شيخنا إلا الابتسامة وسعة الصدر. وتابع أن الشيخ وليد العلي لا ينام إلا قليلاً، وأذكر جيداً أنه قال لي ذات يوم أنا باجتماع وللضرورة يكون بيننا اتصال اليوم، فانتظرت وإذا به يرسل سأدخل اجتماعاً آخر، ثم أرسل إليّ "متى تنام؟" فقلت الفجر، فاتصل في الواحدة تقريباً قال للتوّ انتهيت من اجتماعاتي.