سيول - الوكالات - اتفقت دولتا كوريا الجنوبية والشمالية على عقد قمة تاريخية بينهما في حزيران يونيو المقبل في محاولة لإزالة التوتر بين البلدين اللذين ما زالا رسمياً في حالة حرب منذ العام 1950. وقد لقي هذا الاعلان ترحيباً فورياً من قبل الولاياتالمتحدة واليابان وروسيا. وقال بارك جاي كيو وزير الوحدة في كوريا الجنوبية ان الرئيس الجنوبي كيم داي جونغ سيلتقي نظيره الشمالي كيم يونغ ايل في حزيران المقبل. وسيكون اجتماع القمة الذي سيعقد من 12 الى 14 حزيران أول اجتماع لكيم يونغ ايل مع احد القادة الدوليين منذ ان تولى زعامة كوريا الشمالية عقب وفاة والده مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ في تموز يوليو 1994. وذكر بارك جاي كيو في مؤتمر صحافي في سيول امس ان محادثات ستعقد في وقت لاحق من الشهر الجاري للتحضير لاجتماع القمة الذي سيركز على التعاون الاقتصادي. وأضاف يقول ان الجانبين عقدا محادثات في بكين وشنغهاي في وقت سابق ووقعا على اتفاق يوم السبت مهّد الطريق امام عقد اجتماع القمة. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية المركزية الرسمية امس ان اجتماع القمة سيعقد "بناء على طلب الرئيس كيم داي جونغ". وذكرت ان الاتفاق على عقد اجتماع قمة "يرمي الى التعجيل بالمصالحة والوحدة الوطنية". وكان الرئيس كيم داي جونغ صرح في وقت سابق من الشهر الجاري بأنه سيسعى الى عقد اجتماع قمة بعد الانتخابات العامة التي تجرى في كوريا الجنوبية في 13 الشهر الحالي. ولا شك في ان اعلاناً كهذا قبل الانتخابات سيثير احتجاجات من جانب المعارضة التي اتهمت ادارة كيم بالتأثير في الانتخابات من خلال سياستها في شأن كوريا الشمالية. ولم يسبق للدولتين ان عقدتا اي اجتماع قمة من قبل، وكانت آخر محادثات على مستوى عال عقدت بينهما في العام 1991 وأدت الى التوقيع على "اتفاقية اساسية" لتحسين العلاقات، لكنها لم تنفذ ابداً. وما زالت الكوريتان في حال حرب من الناحية الفنية لأن صراعهما بين 1950 و1953 انتهى بهدنة مسلحة لم تحل محلها حتى الآن اتفاقية سلام. ومهما كانت الاحتجاجات الداخلية، فإن ردود الفعل الدولية الأولى كانت ايجابية. فقد رحب مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية امس بهذا "التطور الايجابي". في حين نقلت وكالة "ايتار تاس" عن مصدر في الخارجية الروسية قوله: "نأمل في ان تكون القمة المنتظرة خطوة اخرى على طريق تعزيز الأمن في آسيا". كما أعلن وزير الخارجية الياباني يوهي كونو عن ترحيبه وقال ان القمة "ستصنع عهداً جديداً". واضاف يقول ان طوكيو حثت الكوريتين مراراً على اجراء حوار من أجل احلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.