صاغ وفد منظمة المؤتمر الاسلامي طروحاته العملية الاولى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الافغان، بعدما اجتمع امس، مع وفد التحالف المناهض ل"طالبان" والذي يتشكل من ممثلين للقائد العسكري الطاجيكي احمد شاه مسعود والزعيم الاوزبكي عبد الرشيد دوستم والرئيس المخلوع برهان الدين رباني. ومن المقرر ان يبدأ الوفد التفاوضي لمنظمة المؤتمر الاسلامي بصوغ برامج المرحلة الثانية من المفاوضات والتي لاقت حسب مصادرها، "تجاوباً وقبولاً" من طرفي النزاع. ولكن يبدو ان الامور تحتاج الى وقت اطول فالفريقان على اعتاب مرحلة قد تتغير فيها الموازين في بلدهم المنهك حتى ولو تم الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية اومشتركة، تمهيداً للوصول الى حل نهائي بشأن الحرب في افغانستان. واعربت مصادر في منظمة المؤتمر الاسلامي التقتها "الحياة" امس، عن اعتقادها ان الاطراف المتنازعة قد تتجه الى اعمال تؤكد نواياها تجاه السلام في افغانستان ومن بينها وقف اطلاق النار. وقالت ان المرحلة الاولى من لقاء اطراف النزاع خصصت لسماع وجهات النظر وطرح بعض التساؤلات وتلقي الاجابات عليها، اضافة الى محاولة طرح مبادئ عامة تساهم في تسهيل العملية التفاوضية وتقريب وجهات النظر. ومن المقرر ان يلتقي وفد منظمة المؤتمر الاسلامي اليوم ممثل حكومة "طالبان" في اول تصور يطرحه الوفد الراعي لعملية تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الافغان. وقال الامين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة المؤتمر الاسلامي السفير ابراهيم بكر عقب نهاية محادثات الوفد التفاوضي مع وفد التحالف المناهض ل"طالبان" امس، ان "الأمل موجود ولكن ربما نحتاج لوقت طويل للوصول الى رؤية تقبل بها الاطراف كافة. دعونا ننتظر". وفي المقابل، قال جواد ظريف وكيل وزارة الخارجية الايراني: "لمست ان القوى المعارضة لحكومة طالبان غير متشددة وتعمل من اجل السلام. والحماس الموجود لدى الطرفين، جيد حتى الآن. والشروط التي تبادلاها حتى الآن تحتاج للدرس، تمهيداً للوصول الى صيغة تشكيل الحكومة المقبلة في افغانستان" ورأى ظريف ان "لقاء الطرفين الى طاولة الحوار يحتاج الى بعض الوقت" ولكنه لم يستبعد ذلك.