"الكرة الذهبية" "والصافرة الذهبية" جائزتان كرويتان عربيتان تمنحهما سنوياً مجلة "الوطن الرياضي" اللبنانية المتخصصة. واصبحتا محطة سنوية لاختيار افضل اللاعبين العرب والحكام من خلال تصويت يشارك فيه اعلاميون ونقاد وخبراء فنيون وحكام ومحاضرون في قوانين اللعبة، وكالعادة في كل الاستفتاءات يوافق على الاختيار كثيرون وينتقده آخرون. أطلقت المجلة جائزة "الكرة الذهبية" عام 1983 عبر شقيقتها "ماتش" التي كانت تصدر آنذاك... ثم جائزة "الصافرة الذهبية" في نهاية موسم 1995، واتبعتها ب"الراية الذهبية" في نهاية موسم 1998. وادرجت في نهاية 1999 جائزة جديدة "كرة ذهبية" لأفضل لاعب واعد، كانت من نصيب مهاجم الاتفاق السعودي والمنتخب الكويتي الاولمبي فرج لهيب. الغضبان أحرز مهاجم النادي النجم الساحلي ومنتخب تونس قيس الغضبان "الكرة الذهبية" للعام 1999 في الاستفتاء الذي شارك فيه 69 ناقداً وصحافياً ومعلقاً من 21 دولة بينها 4 دول أجنبية تبث وتصدر فيها قنوات فضائية وصحف ومحطات إذاعية ووكالات أنباء باللغة العربية هي انكلترا وفرنسا وايطاليا وقبرص. ونال الغضبان 101 نقطة، مقابل 98 للكويتي جاسم الهويدي مهاجم الهلال السعودي ومنتخب الكويت وحامل الجائزة العام الماضي، و77 نقطة لمهاجم العين الاماراتي ومنتخب مصر حسام حسن، و54 نقطة لمهاجم الرجاء البيضاوي المغربي مصطفى الشاذلي، و50 نقطة لمهاجم النصر السعودي المغربي احمد بهجا. في حين كافأ عدد من النقاد لاعب الجيش والمنتخب السوري احمد عزام على ادائه المتميز مع ناديه في اربع بطولات عربية، فنال 25 نقطة صنفته في المركز السادس، متقدماً على لاعب الاتحاد والمنتخب القطري عادل خميس 8 نقاط، الذي لم ينل ما يستحقه برغم نجاحه في قيادة فريقه الى الفوز بكأس الكؤوس العربية. جاء اختيار الغضبان في الدرجة الاولى لغياب الاحداث الكروية المهمة في منطقة المشرق، ولا سيما على صعيد المنتخبات ولأن الاندية العربية في شمال افريقيا، وخصوصاً الاندية التونسية والمغربية، هيمنت على البطولات القارية. في حين اقتصرت انجازات الاندية المشرقية على فوز نادي النصر السعودي بكأس الكؤوس الأسيوية. وقيس الغضبان نقل اللقب العربي من منطقة الخليج بعد ثلاث سنوات، وأعاده الى شمال افريقيا، وتونس بالذات، وبات ثاني لاعب تونسي ينال الكرة الذهبية العربية بعد المرحوم الهادي بالرخيصة. بدأ الغضبان 23 عاماً انطلاقته نحو الأضواء في سن الثامنة عشرة، وخاض في السنوات الثلاث الماضية 120 مباراة بينها 22 مباراة دولية، وسجّل الهدف الرقم 100 في المرحلة السابعة من الدوري المحلي في مرمى الترجي هذا الموسم 1 - 3. والغضبان الذي بات أحد ركائز الكرة التونسية، مراوغ هداف، ووصفته الصحافة التونسية ب"النجم البطولي" و"نجم ال2000". وهو نال لقب أفضل لاعب تونسي في 1999 متقدماً، على ماهر الكنزاري 198 صوتاً مقابل 132، فيما صنّف رابع أفضل رياضي تونسي في العام ذاته. وهذا اللاعب الذي يرتدي القميص الرقم 10، سجل هدفاً أسطورياً في مرمى زامبيا في نصف نهائي كأس أفريقيا 1996، قال عنه بيليه: "من يسجل هدفاً بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون لاعباً عادياً". ولعل الإسهام الكبير في فوز النجم الساحلي بكأس الاتحاد الافريقي هو الذي لفت الأنظار خارجياً نحو قيس الغضبان الذي لعب 10 مباريات في هذه البطولة، وكان لأهدافه الفضل في حسم اللقب إلى "جوهرة الساحل" للمرة الثانية، إذ سجّل الهدف الذي أهّل النجم الساحلي إلى المباراة النهائية ضد الزمالك المصري، ثم سجّل الهدف الذي رجّح كفّة فريق سوسة في المباراة النهائية ضد الوداد البيضاوي المغربي، وكان هدف السبق وسجّله من ركلة حرة. وعلاوة على هذا الإنجاز مع النجم الساحلي في كأس الاتحاد الافريقي، لعب الغضبان في العام الماضي أيضاً 6 مباريات مع منتخب تونس في التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا، إضافة إلى 7 مباريات ودية. عرف قيس الغضبان النجاح السريع في تدرّجه مع الفرق والمنتخبات، فالبدايات كانت في تشرين الأول أكتوبر 1988 مع ناشئي سبورتينغ مكنين، والتحق بالمنتخب الوطني للأواسط في حزيران يونيو 1994. وفي آب أغسطس من العام ذاته، انتقل إلى النجم الساحلي، ولم يلبث أن شارك في كانون الأول ديسمبر في أول مباراة رسمية مع الفريق الأول ضد فريق محيط قرقنة في صفاقس. وفي كانون الثاني يناير 1995، انضم الغضبان إلى المنتخب الأولمبي، وفي العام ذاته خاض أول مباراة دولية مع النجم الساحلي ضد برج منايل الجزائري في نطاق تصفيات كأس الاتحاد الافريقي، وفي كانون الأول ديسمبر، إنضم إلى المنتخب الوطني الأول بقيادة هنري كاسبار - جاك. وفي كانون الثاني يناير من العام 1996، إنضم إلى المنتخب المشارك في بطولة افريقيا في جنوب افريقيا، وسجّل خلالها أول أهدافه مع المنتخب ضد زامبيا 4 - 2. وصنف هدفه أحسن هدف في البطولة... وحل المنتخب التونسي ثانياً في البطولة. حقّق الغضبان إنجازات عدة مع النجم الساحلي، أبرزها الميدالية الفضية في بطولة كأس الكؤوس العربية في سوسة 1995 وكأس الاتحاد الافريقي في العام ذاته، والمركز الثاني في البطولة ذاتها في العام 1996، وكأس الكؤوس الافريقية في 1997، وكأس السوبر الافريقية في 1998، وكأس الاتحاد الافريقي في 1999. كما فاز مع النجم الساحلي بكأس تونس في 1996 وبطولة الدوري في موسم 96 - 97. وإضافة إلى نهائيات بطولة أفريقيا 1996 و1998 و2000، شارك الغضبان مع المنتخب التونسي في نهائيات الالعاب الاولمبية في اتلانتا 1996، وكأس العالم في فرنسا 1998.