اكتسبت محادثات الملك عبدالله بن الحسين مع الرئيس حافظ الأسد امس، اهمية خاصة لأنها جاءت بعد نحو خمس سنوات على توتر بين الأردن وسورية بسبب توقيع عمان اتفاق وادي عربة مع اسرائيل عام 1994. وتأمل دمشق بأن تؤدي القمة السورية - الأردنية الى ابعاد الأردن عن الدائرة الاسرائيلية وإعادته الى "محيطه العربي". اجمعت وسائل الاعلام الرسمية السورية على ان محادثات العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين مع الرئيس حافظ الأسد ستؤدي الى "فتح آفاق جديدة" بين البلدين، وستكون "فاتحة خير" بينهما بعد جمود في العلاقات بسبب توقيع الأردن اتفاق وادي عربة. وكان الملك عبدالله وصل أمس الى سورية في زيارة تستمر يومين يرافقه وفد كبير يضم رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ورئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي ووزراء الخارجية عبدالإله الخطيب والإعلام ناصر اللوزي والداخلية نايف القاضي والصناعة محمد عصفور والمياه كامل محادين، ومدير المخابرات العامة الفريق سميح البطيخي. وفهمت مصادر ديبلوماسية من تشكيلة الوفد ان المحادثات تتناول "التنسيق الشامل" و"حل كل المشاكل الأمنية والمائية والاقتصادية العالقة بين البلدين، التي تراكمت منذ توقيع الأردن اتفاق السلام مع اسرائيل بعيداً عن التنسيق العربي". وتوقعت ان تكرس المحادثات "الصفحة الجديدة" التي فتحت بين البلدين اثر مبادرة الرئيس الأسد بزيارة عمان للمشاركة في تشييع الملك حسين في شباط فبراير الماضي والتي اتبعت بزيارة مفاجئة لعمان قام بها العقيد الركن بشار الأسد. وكسرت الزيارتان الحاجز بين البلدين الذي لم تلغه زيارة الملك حسين دمشق بداية آب اغسطس 1996، بعد بداية انفراج نتيجة لقائه الأسد مرتين على هامش القمة العربية في القاهرة في حزيران يونيو 1996. وقال مسؤول سوري ل"الحياة": "إننا مستعدون لحل كل المشاكل العالقة لتعزيز العلاقات الثنائية مما ينعكس ايجاباً على العلاقات العربية والتضامن العربي". وتأمل دمشق بأن يؤدي تعزيز تعاونها مع الأردن الى تراجع العلاقات الاسرائيلية - الأردنية و"عودة الأردن الى محيطه العربي". وعكست وسائل الاعلام الرسمية السورية أمس ترحيباً كبيراً بالملك عبدالله يعكس رغبة فعلية في تطوير العلاقات. وكتبت صحيفة "تشرين" ان زيارة الملك عبدالله "تتويج للتحسن الذي ظهر أخيراً بين البلدين، وتشكل دفعاً قوياً للتعاون السوري - الأردني، وتلقى ارتياحاً كبيراً في البلدين الشقيقين". وزادت ان العاهل الأردني "سيجد في سورية سنداً أكيداً، فهي آلت على نفسها ان تضع امكاناتها في خدمة التضامن والتعاون العربيين، وان تدافع بصلابة عن الحقوق العربية". ورأت الصحيفة ان دمشقوعمان "يجب ان تضربا مثالاً للعرب في التعاون والتآزر والتعاضد، فالذي يجمع بين الشعبين الشقيقين كبير جداً وراسخ، ويمكن لتعاون البلدين ان يدفع التضامن العربي خطوات الى أمام"، لافتة الى "جملة من القضايا والاستحقاقات المهمة أمام البلدين، في مقدمها ان اسرائيل أخلت بكل التزاماتها وتنصلت من نتائج محادثاتها ليس مع سورية فحسب، بل تنصلت من التزاماتها حيال الأردن والشعب الفلسطيني وموضوع المياه". وكتبت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان سورية "تقتسم مع الشقيق الأردني لقمة الغذاء وقطرة الماء"، في حين كتب المدير العام ل"الوكالة السورية للانباء" سانا في صحيفة "الثورة" ان القمة السورية - الأردنية تساهم في "تأسيس مستقبل عربي أفضل تتطلع اليه الاجيال تحصيناً لها من الشرور المحدقة المزروعة فوق أرضنا".