} حذرت الصين من ان قواتها وضعت في "حال تأهب قصوى" و"مستعدة للمعركة" في مواجهة اي محاولة للاستقلال من جانب تايوان. وشكل ذلك تدخلاً فريداً، بصراحته ووضوحه، في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الجزيرة. وعززت بكين تحذيرها بإعلان انها سترفع ميزانيتها الدفاعية للمضي في تنفيذ برنامجها لتحديث قواتها المسلحة. بكين، تايبه - أ ف ب، رويترز - حذرت بكين امس الاثنين من ان الجيش الصيني وضع "في حال تأهب قصوى" وهو "مستعد للمعركة" في مواجهة اي محاولة ل"تقسيم الصين"، متخذة بذلك وللمرة الاولى موقفاً بهذه الصراحة والوضوح من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تايوان في 18 الشهر الجاري. وكتبت صحيفة الجيش الصيني في تعليق بعنوان "استقلال تايوان يعني الحرب"، محذرة من انه "في مواجهة قوات الانفصاليين والاستقلاليين، يقف ملايين الجنود من جيش التحرير الشعبي على أهبة الاستعداد للمعركة وفي حالة تأهب قصوى لانهم لن يسمحوا أبداً بمحاولات تقسيم الصين ولن يبقوا مكتوفي الايدي حيال ذلك". وشكل التعليق الذي نشر قبل خمسة عشر يوما من موعد الاستحقاق الرئاسي في تايوان، تحذيراً الناخبين في الجزيرة من مغبة التصويت للمرشح المؤيد للاستقلال تشين شوي-بيان. واعتبر كاتب التعليق ان شين الذي لم يذكره بالاسم، متهم ب"استخدام العبارات الرنانة لخداع الشعب التايواني"، مضيفاً: "علينا الا ننخدع بمثل هذا الكلام المنمق". ولم تكف الصين عن تشديد الضغط بشأن مسالة اعادة الوحدة مع تايوان، خصوصاً أنها نشرت اواخر الشهر الماضي "كتاباً أبيض" عن سياستها ازاء الجزيرة، هددت فيه بالتدخل عسكرياً في تايوان في حال واصلت سلطات الأخيرة رفضها التفاوض بشأن اعادة التوحيد مع الصين. وفي تقرير عمل تمت تلاوته الاحد عند افتتاح الجلسة الموسعة للبرلمان الصيني، جدد رئيس الوزراء جو رونغجي التأكيد على ان بكين سترد على اي نشاط انفصالي خطير تقوم به تايوان. وفي غضون ذلك، هاجم نائب الرئيس التايواني لين تشان وهو احد ثلاثة مرشحين في الانتخابات الرئاسية برنامج منافسه الداعي الى الاستقلال، قائلاً انه طريق مؤكد الى كارثة. وقال لين خلال مؤتمر صحافي في إشارة واضحة الى تشين شوي - بيان مرشح الحزب الديموقراطي التقدمي المعارض ان "عواقب البرنامج الداعي الى استقلال تايوان هي المواجهة التي تؤدي الى كارثة". القوات الصينية إلى ذلك، اعلنت بكين امس انها سترفع الميزانية المخصصة للدفاع بنسبة 7،12 في المئة لعام 2000، للمضي قدماً في تنفيذ برنامج لتحديث قواتها المسلحة. وربط المحللون ذلك بالوضع في تايوان. واقترح وزير المال شيانغ هوايشينغ زيادة الانفاق الدفاعي الى مستوى قياسي يبلغ 5،120 بليون يوان 56،14 بليون دولار. وقال ان الاضافة تغطي اساساً زيادة رواتب افراد القوات المسلحة واقامة حامية في المستعمرة البرتغالية السابقة ماكاو التي عادت الى السيادة الصينية في كانون الاول ديسمبر الماضي0 الا ان محللين قالوا ان الميزانية المتواضعة بالمعايير الدولية، اذ لا تمثل سوى 35،1 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، لا تتضمن بنوداً رئيسية مثل مشتريات السلاح والبحوث والتطوير التي تخفى المبالغ المخصصة لها ضمن بنود اخرى في الميزانية. واضافوا ان نفقات الدفاع الحقيقية قد تراوح بين ثلاثة اضعاف وعشرة اضعاف ذلك المبلغ. وقال ديبلوماسي اسيوي مقيم في بكين: "ما يعلنونه هو ما يريدونك ان تعلمه". وقال محللون ان الصين توسع قدراتها البحرية والجوية كي تكون قوتها محسوسة في تايوان ومن ورائها في جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي. ومعلوم ان جزر سبراتلي مجموعة من الجزر والصخور المرجانية تتنازع ملكيتها الصينوتايوان وفيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي.