أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية امس ان الصين لن تقبل ابدا بان تصبح تايوان مستقلة وذلك ردا على دعوة الرئيس التايواني شين شوي-بيان الى تنظيم استفتاء حول مستقبل الجزيرة. وقال المتحدث في اول رد فعل رسمي على التصريحات المفاجئة التى صدرت عن الرئيس التايواني لا يوجد الا صين واحدة في العالم وتايوان والبر الصيني كلاهما جزء منها. واضاف ان بلاده لن تتساهل ابدا مع اي تهديد لسيادة الصين ووحدة اراضيها. وكان الرئيس التايواني وهو ايضا رئيس الحزب التقدمي الديموقراطي الداعي الى استقلال الجزيرة دعا الى اجراء استفتاء حول مستقبل البلاد مخاطرا باثارة غضب بكين التى تنازعه السيادة على الجزيرة. وقال سين شوي-بيان متحدثا عبر شبكة مغلقة الى مؤتمر تعقده احدى الجمعيات المؤيدة لاستقلال تايوان ومقرها طوكيو ان الثلاثة والعشرين مليونا الذين يقيمون على الجزيرة هم وحدهم من يقرر مستقبل ومصير تايوان. واضاف متسائلا ولكن كيف سيتم اتخاذ القرار عندما يحين الوقت .. الجواب هو الاستفتاء من دون ان يذكر الاستقلال صراحة. الا ان الرئيس التايواني شدد بالمقابل على سيادة تايوان التى قال انها بلد لا يمكن تهميشه .. وليس جزءا من اي بلد اخر .. وليس حكومة اقليمية او مقاطعة. وجدد اعتراضه على نظرية صين واحدة التى تقيم بكين بموجبها علاقات ثنائية مع تايوان مع الحفاظ على هدف التوحيد. ويرى شين شوي بيان ان من غير المجدي اعلان استقلال الجزيرة التى تتمتع الان بالسيادة. وقال الاسبوع الماضي ان تايوان ستحافظ على الوضع القائم اذا ما تخلت الصين عن فكرة استخدام القوة لاعادة توحيد الجزيرة مع البر الصيني. وكانت الجزيرة انفصلت عن البر الصيني عام 1949 مع وصول الشيوعيين بزعامة ماو تسي تونغ الى السلطة في بكين. فى الوقت نفسه ، حاول المسؤولون في تايوان امس التخفيف من تصريحات رئيس البلاد تشين شوي التي اعلن فيها تأييده لاجراء استفتاء حول استقلال الجزيرة رسميا عن الصين قائلين انه لم يحدث تغيير رسمي في سياسة الحكومة في هذا الصدد. والقى تشين مينج تونج نائب رئيس مجلس شؤون تايوان مع الصين اللوم على سياسة بكين المستفزة وحشودها العسكرية. وانتقد الحزب الوطني المعارض الذي هزم تشين مرشحه في انتخابات الرئاسة عام 2000 بعد ان سيطر على الحكم طوال 50 عاما تصريحات رئيس تايوان ووصفها بانها غير مسؤولة. وقال محللون عسكريون ان الصين ليست لديها حتى الان الوسائل العسكرية لتنفيذ تهديدها لكنها تقوم بتحديث قواتها المسلحة وسيميل ميزان القوة العسكرية عبر مضيق تايوان لصالحها في الفترة بين عامي 2005 و2010 . ويقول بعض المحللين ان تشين يشعر بالاحباط فيما يبدو ازاء الجمود المستمر منذ ثلاث سنوات في العلاقات عبر المضيق وقرر انتهاج خط متشدد في محاولة فيما يبدو لاجبار بكين على العودة الى مائدة المفاوضات. وشدد تشين موقفه منذ ان اقامت بكين علاقات دبلوماسية مع احد صغار حلفائه في اليوم الذي تولى فيه رئاسة الحزب التقدمي الديمقراطي في الشهر الماضي.