} لا يرضي بكين اقتراب القوميين في تايوان من اول هزيمة لهم في صناديق الاقتراع بعد نصف قرن من توليهم السلطة في تايوان واتجاه الحزب التقدمي الديموقراطي الى الفوز في انتخابات الرئاسة التي تجرى اليوم السبت. ويتخوف المراقبون من ان تحمل الصين الناخبين في تايوان مسؤولية تفضيل خيار المواجهة معها في هذه الانتخابات، بعدما فشلت تهديداتها في ردع التوجه الاستقلالي الذي عكسته بعض شعارات الحملة الانتخابية. تايبه - رويترز، أ ف ب - مع اقتراب القوميين التايوانيين من اول هزيمة في صناديق الاقتراع بعد نصف قرن من توليهم السلطة في بلادهم، يشعر الشيوعيون في الصين بعدم الرضا. واحتمال هزيمة القوميين على ايدي الحزب التقدمي الديموقراطي في انتخابات الرئاسة التي تجرى اليوم السبت يعني وصول حزب ملتزم علناً باستقلال الجزيرة الى الرئاسة. لكن الأمر الأكثر ازعاجاً لبكين هو صورة ناخبين فاض بهم الكيل يصوتون ضد قوة سياسية راسخة في صناديق الاقتراع لتظهر قوة التغيير الديموقراطي السلمي. وعلى رغم الاختلافات بين المرشحين في انتخابات الرئاسة في تايوان، فإنهم جميعهم متحدون وراء ديموقراطية في مواجهة شمولية الحزب الواحد، حسب النموذج الصيني. وتقول تايبه إن تهديدات بكين بمهاجمتها اذا صوت الناخبون لمصلحة شين شوي بيان مرشح الحزب التقدمي الديموقراطي، تكشف مخاوف اعمق من مجرد استقلال تايوان، بل تشمل الخوف من الديموقراطية نفسها. والضغوط الصينية على تايوان التى تتصاعد منذ اسابيع، ازدادت حدتها اعتبارا من الاربعاء الماضي مع التحذير الشديد الذي وجهته بكين عندما هدد رئيس الوزراء الصيني جو رونغجي المعروف باعتداله بأن التايوانيين سيندمون اذا اختاروا دعاة الاستقلال ليكونوا فى موقع القرار في الجزيرة. وفي المقابل، تعمد المرشحون الرئيسيون فى سباق الرئاسة ان يتجاهلوا التهديدات ونددوا بتدخل بكين فى شؤون تايوان الداخلية، لكن القوات المسلحة التايوانية اعلنت على الرغم من ذلك حال التاهب القصوى فى صفوفها اعتباراً من الجمعة وحتى صباح الاحد تحسباً لأي طارئء، على الرغم من تطمينات واشنطن التي تعارض أساساً أي توجه استقلالي في تايوان. وعمدت وسائل الاعلام الصينية من خلال تنديدها اليومي بالمرشح الاوفر حظاً الى حجب سياسات تايوان. وتجنبت كلمة "انتخاب" واستخدمت بدلا منها "عملية تغيير الزعيم" كما تفادت لقب "الرئيس" واطلقت على حكومة تايوان تعبير"السلطات". وأسهمت الحركة الديموقراطية السرية في الصين التي تتجسد من خلال صحف على شبكة الانترنت وجرائد حائط، في زيادة انزعاج بكين، إذ اشادت بالانتخابات الساخنة في تايوان ووصفتها بأنها نموذج ساطع تحسدها الصين كلها عليه. ورفض تايوان للوحدة مع الصين على أساس "بلد واحد ونظامين" بشروط تحفظ لتايوان ديموقراطيتها وتحرم منها الصين، يلقى صدى مدوياً بين المنشقين الصينيين. ونظراً لآلى ما ينطوي عليه الموقف من مخاطر كثيرة، ليس امام بكين خيار يذكر سوى اقامة شراكة ضمنية مع الحزب القومي الذي اجرت معه لعشر سنوات محادثات وتعهد مرشحه نائب الرئيس ليين تشان بالمحافظة على الوضع القائم وعدم الاقدام على تحركات سريعة نحو الوحدة أو الاستقلال. وبإمكان بكين أيضاً ان تتعايش مع فوز جيمس سونغ القومي الذي انشق على حزبه لكنه يريد الوحدة مع الصين في نهاية الأمر.