يصل الى مسقط اليوم أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في زيارة رسمية تستمر يومين بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد، وهي الزيارة الأولى للشيخ حمد لمسقط منذ تولى الحكم. وفي حديث الى وكالة الأنباء العمانية أكد أمير البحرين ان العلاقات بين سلطنة عمانوالبحرين "تعد نموذجاً للعلاقات الثابتة القائمة على أسس مبدئية صادقة". وأعرب عن أمله بأن يبلور مجلس التعاون أسس الاستراتيجية الدفاعية المشتركة، وأيد عقد قمة عربية، مشدداً على رغبة البحرين في "أقصى التعاون" مع قطر. تلقى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس اتصالاً هاتفياً من أمير البحرين، وأفادت "وكالة الأنباء السعودية" التي بثت النبأ انه جرى خلال الاتصال "عرض العلاقات بين البلدين الشقيقين والأوضاع على الساحات العربية والاسلامية والدولية". وقال الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في حديثه الى الوكالة العمانيةان من شأن "الآفاق المشرقة" للعلاقات العمانية - البحرينية "ان تساهم في تقوية العمل الخليجي بين دولنا الشقيقة الأعضاء في مجلس التعاون". وأشار الى السياسات المتبعة الآن في بلاده "لتعزيز مكانتها التجارية والمالية وسعيها الى تطوير المكانة الاقتصادية والمالية التي تتمتع بها بالمزيد من الانفتاح وتشجيع الاستثمارات الوطنية والخارجية، وكذلك بما اتخذ من قرارات بفتح مجالات التملك والاستثمار امام الأشقاء من دول مجلس التعاون والبلاد الأخرى، مع تشجيع نهج التخصيص" و"تحديث الأنظمة بما يتلاءم مع توجهات الاقتصاد الحر، الذي تمثل البحرين مركزاً من مراكزه العالمية". وفي شأن رؤيته لمسيرة مجلس التعاون وعلاقته بالتجمعات الاقتصادية الدولية، بخاصة ان القمة الخليجية المقبلة ستعقد في المنامة، قال الشيخ حمد ان "مجلس التعاون يمثل أنشط منظومة عربية مشتركة، وحقق خلال مسيرته من الانجازات ما يمثل مدخلاً مهماً لاقامة كيان عربي متقارب في هذه المنطقة الحيوية من الوطن العربي والعالم. ان شعوبنا تتطلع الى المزيد من التنسيق والتقارب وهذا توجه لا بد منه امام المتغيرات العالمية، وهو يمثل اختباراً تاريخياً لنا جميعاً". وزاد: "وضعت القمم الخليجية، بخاصة قمة الرياض العام الماضي، أسساً للسوق الخليجية المشتركة كإطار للوحدة الاقتصادية التي نتطلع اليها، ونأمل بأن تبلور قمة البحرين هذا العام أسساً للاستراتيجية الدفاعية المشتركة التي نعتقد أنه حان الوقت لتفعيلها كآلية مشتركة ودائمة". وشدد على أن "تماسك البيت الخليجي وتنظيمه من الداخل على أساس التكامل الاقتصادي الفعال، هما السبيل الأمثل لكي تصبح دول المجلس قوة فاعلة في النطاق الاقليمي والعربي والدولي". واعتبر ان "مجلس التعاون يمثل الفرصة التاريخية لتحقيق هذا الهدف الذي لا يمكن التخلي عنه في عصر التكتلات الكبرى". وعن العلاقات البحرينية - القطرية وما تشهده من تقارب قال أمير البحرين: "ما نتطلع اليه مع الأشقاء في دولة قطر هو اقامة علاقات طبيعية متنامية تعبر عن وحدة الشعبين وآمالهما المشتركة، لتصبح هذه العلاقات لبنة في صرح التكامل الخليجي والاستقرار الاقليمي والتضامن العربي". ولفت الى ان "مباركة الشعبين في قطروالبحرين، وكذلك مباركة الدول الشقيقة والصديقة هذا التقارب الايجابي، تمثل اليوم دفعة قوية لمسيرة العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين، وذلك ما عقدنا العزم على السير فيه الى أقصى حدود التعاون". وهل سيتم البدء بتنفيذ المشاريع التي تم اقتراحها بين البحرينوقطر ام ان الأمر سينتظر الفصل في المسألة الحدودية، قال الشيخ حمد ان خطوات اتخذت من أجل "التعاون والانفتاح بين البلدين" مشيراً الى الدراسات التي وضعت للمشاريع المشتركة للبدء بها في الوقت المناسب في اطار اللجنة المشتركة العليا التي وجدت "كآلية مشتركة لبحث كل جوانب العلاقة بين البلدين وطبيعي ان تعتمد مسيرة التعاون الشامل بينهما على كل المسائل المتعلقة بها، بخاصة المسألة الحدودية التي تنبغي تسويتها بصفة شاملة، كما هي معروضة الآن على محكمة العدل الدولية، أو بالحل الودي إن أمكن، بحسبما نص عليه بيان المنامة في 28/12/1999". وأكد ضرورة احياء التضامن العربي معتبراً ان الأوضاع الحالية تتطلب عقد قمة "لتخطي الجمود". ونبه الى أن "تطوير مجتمعاتنا وتكاملها ضمن كيان متعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، سواء على الصعيد الخليجي أو العربي الشامل، هما الضمانة الأساسية لمواجهة مستجدات القرن خصوصاً تيار العولمة وتأثيراتها".