تمكن وسطاء قبليون من الافراج عن السفير البولندي في اليمن كريستوف سوبروفيتش بعد أربعة أيام من احتجازه في قرية الحنكة في منطقة قبائل خولان 70 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء على أيدي جماعة مسلحة من آل القيري تطالب السلطات اليمنية بالافراج عن أحد ابنائها. اطلق السفير البولندي منتصف ليل السبت - الأحد وتسلمه محافظ صنعاء خالد الشريف في منطقة القُبتين التي تقع بين قبيلتي سنحان وخولان على بعد 40 كيلومتراً شرق العاصمة بعد ساعات من تهديد قوات الأمن المركزي والجيش باقتحام مكان احتجاز سوبروفيتش والقرى المجاورة. واعقبت هذا الانذار قذائف مدفعية على محيط القرية التي احتجز فيها السفير. وأكدت مصادر الوسطاء ل"الحياة" ان آل القيري اطلقوا السفير البولندي من دون ان تلبي السلطات اليمنية مطلبهم اطلاق خالد القيري الذي اعتقل في مطار صنعاء قبل نحو أسبوعين، وكان آتياً من عمان للاشتباه في اجرائه اتصالات مع "جهات معادية لليمن ومعارضة تقيم خارج البلاد". كذلك كان الخاطفون طالبوا بأن تتعهد السلطات الأمنية بعدم ملاحقة مرتكبي أعمال الخطف واقفال ملف القضية نهائياً. وعلمت "الحياة" من مصادر أمنية أن الوسطاء، بينهم العقيد عبدالإله عاطف والرائد أحمد دراج من الجيش والشيخ عبدالعزيز الغادر من أبناء قبيلة خولان ونائبان هما محمد عبدالله الكبسي وحسين أحمد القاضي. وقد رافقوا السفير الساعة الثانية فجر أمس إلى وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب في منزله في صنعاء. وأكدت المصادر ان السفير البولندي قال للوسطاء إنه مر بتجربة فريدة في حياته، وانه مرتاح إلى "حكمة" قوات الأمن لعدم اقتحامها القرية لإطلاقه لأن ذلك كان سيعرض حياته وحياة الأبرياء للخطر. وأوضح أنه تلقى معاملة حسنة من قبل خاطفيه الذين وفروا له الدواء، لأنه يعاني من مرض في القلب. وروى ان مواطنين بولنديين تعرضوا للخطف عام 1996 في منطقة صرواح في محافظة مأرب ومروا بتجربة مريرة في الاحتجاز آنذاك. إلى ذلك، قالت مصادر قبلية ل"الحياة" إن الوسطاء القبليين اجتمعوا أمس مع قيادات أمنية في وزارة الداخلية للبحث في الضمانات التي قدمها الوسطاء إلى الخاطفين بعدم ملاحقتهم واطلاق خالد القيري. لكن السلطات تبدي تشدداً تجاه مطالب الخاطفين، ولن ترضخ أياً كانت النتائج.