خطفت جماعة قبلية مسلحة، في ساعة متقدمة من ليل أول من أمس، السفير البولندي في صنعاء كريستوف سوبروفيتش، في أول وأخطر عملية خطف يتعرض لها سفير دولة اجنبية في اليمن من أحد الأحياء الراقية في صنعاء. وشهدت العاصمة اليمنية صباح أمس جريمة قتل فيها خبير هولندي يدعى جان بول يعمل في مكتب مشروع تنمية الوحدات الصناعية الصغيرة على يد أحد موظفي المكتب عبدالرزاق ابراهيم الذي اطلق الرصاص من مسدسه على الخبير الهولندي وأرداه بعد ثوان من قتله ايضاً نائب مدير المشروع محمد حيدر. وأكدت مصادر في الشرطة اليمنية ل"الحياة" أمس ان المسلحين الذين نفذوا عملية خطف السفير البولندي ينتمون الى آل القيري في منطقة اليمانيتين التابعة لقبيلة خولان 50 كلم شرق صنعاء ونقلوه فوراً الى منطقتهم. وأضافت ان السفير خطف من أمام إحدى العيادات الطبية في الساعة الثامنة مساء الأربعاء، حيث كان يرافق ابنته في زيارة طبية، واقتادوه الى سيارتهم. وأكدت ان قوات من الأمن والجيش سارعت الى محاصرة المنطقة ليلاً وطالبت القبائل والوجهاء بسرعة اطلاق الرهينة وتسليم الخاطفين الى السلطات. وأشارت مصادر قبلية ل"الحياة" بأن الخاطفين يحتجزون السفير البولندي في منطقة اليمانيتين ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، موضحة ان الخاطفين يطالبون بالإفراج عن خالد القيري احد ابناء القبيلة الذي اعتقلته السلطات الأمنية في مطار صنعاء قبل نحو أربعة أيام حينما كان عائداً من الخارج. وأفادت المصادر ان الشيخ عبدالله عاطف أحد وجهاء القبائل يقوم بوساطة للتفاوض مع الخاطفين فيما تحاصر المنطقة قوات كبيرة من الشرطة والجيش في محاولة للإفراج عن السفير البولندي سلمياً في أقرب وقت ممكن. الى ذلك بدأت الشرطة التحقيق مع عبدالرزاق ابراهيم الوصايي الذي سلم نفسه من دون مقاومة بعدما قتل نائب مدير مكتب مشروع تنمية الوحدات الصناعية الصغيرة محمد حيدر والخبير الهولندي الذي يعمل مع المكتب. وقالت مصادر في المشروع ل"الحياة" ان القاتل يعمل مراسلا فراشاًً في المكتب وانه كان في الآونة الاخيرة متوتراً لكن احداً لا يعرف عنه ميولاً عدوانية. وأضافت ان الخلافات تكاثرت بينه وبين المسؤولين في المكتب بسبب غيابه المتكرر وإهماله في العمل، مؤكدة بأنه سلم نفسه من دون مقاومة بعد الحادث الذي وقع في مكتب نائب مدير المشروع وسط ذهول جميع العاملين. وأشار بعض العاملين الى ان القاتل كان يعاني من ظروف نفسية بدت في سلوكه ومظهره واستهتاره في العمل. وهذه هي الحادثة الأولى التي يتعرض فيها خبير أجنبي للاغتيال في اليمن، وأكدت الشرطة انه سيكشف عن التحقيقات مع الجاني وانه سيحال الى المحاكمة. صراع نهم والحيمة من جهة اخرى، تمكنت مجموعة قبلية مسلحة تنتمي الى قبيلة الجدعان في منطقة نهم شمال صنعاء من خطف ستة من ابناء قبيلة الحيمة في اطار تبادل الخطف بين القبيلتين كان آخرها خطف الشيخ سبأ أبو لحوم نجل الشيخ سنان أبو لحوم وثلاثة من أبناء اخوته من جانب قبيلة الحيمة قبل نحو اسبوعين، رداً على خطف 13 من أبناء الحيمة المحتجزين لدى قبيلة الجدعان منذ شهور عدة. وأبلغت مصادر قبلية الى "الحياة" ان خطف الاشخاص الستة، أول من أمس، حصل في صنعاء، ونقل الخاطفون الرهائن الى منطقة نهم ما يثير تطوراً خطيراً في النزاع بين القبيلتين. وأضافت المصادر ان عملية الخطف الأخيرة تمت بعد ساعات من الاجتماع القبلي في صنعاء الذي دعا اليه الشيخ سنان أبو لحوم وشكل خلاله مجلس قبلي لمناهضة حوادث الخطف ولجنة قبلية للإلتقاء بالرئيس علي عبدالله صالح لحل النزاع بين قبيلتي نهم والحيمة.