لندن، الكويت - "الحياة"، رويترز - تراجع خام القياس "برنت" في التعاملات الاخيرة لبورصة النفط الدولية في لندن الى ما دون 29 دولاراً للبرميل واقفل مساء الجمعة على 28.85 دولار مع انباء قبول غالبية الدول في "اوبك" بالمبادىء التي حددها اجتماع لندن الثلاثي الذي ضم وزراء النفط والطاقة في السعودية وفنزويلا والمكسيك. واصدرت الكويت، وهي من صقور "اوبك"، امس السبت اول تلميح رسمي الى احتمال قبولها صيغة زيادة الانتاج. ولم يصدر اي رد فعل في الامارات وايران والجزائر على نتائج اجتماع لندن. ويُعتقد ان الدول الثلاث تنتظر ابلاغها، عبر اتصالات جانبية، بما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع لتحديد موقفها. ورحب وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح بنتيجة اجتماع لندن وقال في بيان: "ان نتائج المحادثات بين وزراء نفط السعودية وفنزويلا والمكسيك خطوة في الاتجاه الصحيح ... لحفظ استقرار الاسواق النفطية وضمان الامدادات للدول المستهلكة وتجنب تذبذب الاسعار التي تعود بالضرر ى الجميع الدول وعلى نمو الاقتصاد الدولي". وكان الشيخ سعود قال سابقاً "ان من الخطأ رفع الانتاج قبل حلول فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الارضية حينما يتراجع الطلب على النفط واعرب عن تأييده لتمديد العمل بخفوضات الانتاج بعد انتهاء اجلها في آذار مارس الجاري. وقال الشيخ سعود امس: "اي قرار قد يُتخذ في الاجتماع المقبل في منظمة اوبك سيأخذ جميع هذه الاعتبارات محل الاهتمام لما يخدم المصالح المشتركة للدول المصدرة والمستهلكة للنفط". واضاف: "ان المنظمة تعي الاهتمام الدولي وحاجته من هذه السلعة الاستراتيجية التي يجب توافرها لدى المجتمع الدولي بناء على توازن العرض والطلب وحجم المخزون الدولي بعد بلوغه نسبة عالية". وتعرضت اسعار النفط خلال العامين الماضيين الى انخفاض شديد وغير مشهود الامر الذي ادى الى تدهور اقتصادات الدول المصدرة للنفط واثر تأثيراً بالغاً على موازين مدفوعاتها. وقال: "ان الكويت تسعى الى توجهات تؤدي الى استقرار الاسعار وتدعمها بما يخدم جميع المصالح المشتركة للدول المصدرة والمستهلكة للنفط. وتملك الكويت عشرة في المئة من الثروة النفطية في العالم وتنتج 1.837 مليون برميل يومياً وفقا لاتفاق تقليص الانتاج الحالي. وتباع خامات الكويت حاليا باكثر من 27 دولاراً للبرميل بعد ان هوت العام الماضي الى سبعة دولارات في حين كان متوسط السعر المستخدم في تقدير الايرادات في موازنة الدولة عند عشرة دولارات. وقال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون مساء الجمعة انه ينوي الاجتماع مع الشيخ سعود ثانية الاسبوع المقبل. وكان ريتشاردسون زار الكويت والسعودية الشهر الماضي لاقناعهما بزيادة انتاج النفط وخفض آثار ارتفاع الاسعار على الولاياتالمتحدة اكبر مستهلك في العالم فيما تستعد لفصل الصيف عندما يشتد الطلب على البنزين بسبب رحلات العطلات ليصل الى ذروته. وتعرضت الكويت الى هجوم من جانب عدد من اعضاء الكونغرس الذين ذكروها بدور واشنطن في قيادة حرب الخليج التي انهت الاحتلال العراقي للكويت الذي دام سبعة اشهر. كما تحدثوا عن استمرار الوجود العسكري الاميركي في المنطقة لحمايتها من تهديد العراق. وشدد ريتشاردسون على انه سيبقى على اتصال وثيق مع وزراء النفط في الدول المنتجة الرئيسية في "اوبك" وغيرها حتى الاجتماع الوزاري في 27 آذار. واشار الى انه رحب باعلان الوزراء الثلاثة الذي صدر بعد اجتماع لندن وقال: "سأنتظر تفاصيل في شأن كمية الزيادة وموعدها". وشدد على ان تكون الزيادة كبيرة في الانتاج وفي الوقت المناسب وقال: "لن نضغط على احد". واشار الى ان ادارة الرئيس بيل كلينتون تُعد حوافز لتشجيع الشركات الاميركية على انتاج مزيد من النفط محلياً.