تجددت الدعوة الى اندماج شركات الالبان المتوسطة والصغيرة في شركة او شركتين لتستطيع المنافسة انتاجياً وتسويقياً مع تزايد حركة تصحيح الاسعار في السوق التي بدأت منذ نحو شهرين. وقال مصدر في احدى الشركات المتوسطة المرشحة للاندماج ل"الحياة" انه يأمل باتجاه صغار المنتجين والشركات المتوسطة الى الاندماج "لأنهم لا يقدرون الآن على المنافسة، خصوصا المنافسة الناتجة عن العولمة وانضمام السعودية الى منظمة التجارة الدولية". واشار المصدر الى ان اي اتفاق تبرمه شركات الالبان حالياً لن يكون ذا جدوى وقال: "حتى لو استطعنا ان نصل الى اتفاقات معينة في شأن الاسعار فستكون لفترة محددة الى ان ندخل في منظمة التجارة الدولية، حينئذ سنواجه مشاكل لأن السوق ستكون مفتوحة ولا بد لصغار المنتجين التفكير جدياً في الاندماج او اي صورة من صور التعاون القوي". وكشف عن ان مجموعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة سبق لها التفكير في الاندماج. وأوضح: "سبق ان فكرنا في الاندماج منذ خمسة اعوام وعرضنا المشروع على بعض المنتجين ولم يتقبلوا الفكرة لأن الوقت لم يحن بعد. وتجري محادثات الآن في شأن هذا الموضوع لكنها لم تتبلور حتى الان، ويبدو ان الظروف ستتحكم في هذا الاتجاه لاحقاً". وكانت 20 شركة متوسطة وصغيرة من المنتجين والمصنعين بدأت اوائل التسعينات تنفيذ مشروع اندماج تحت اسم "المتحدة" ومارست نشاطها لمدة عام واحد في السوق برأس مال 8 ملايين ريال 2.13 مليون دولار لكنها لم تنجح لأنها "لم تحقق الاهداف التي تأسست من اجلها وهي تسويق الالبان وخدمة صناعة الالبان" وفقاً لمصادر السوق، واتجهت الى الاعمال التجارية مثل الخدمات البيطرية واللقاحات التي تتعلق بالثروة الحيوانية. واعتبر المصدر ان ما يحدث في السوق مثير للشكوك خصوصا بين المستهلكين ويتناول مصداقية شركات الالبان وقال: "من حق المستهلك ان يشكك في اننا كنا نستغله طوال الاعوام الماضية لأن الوضع غير طبيعي، ويبيع المنتجون بأسعار لا تحقق اي ربح اذا لم تكن هناك خسائر ومن المؤكد ان هناك خسائر". وفي السعودية نحو 17 شركة لتسويق الحليب والالبان ومشتقاتها باسماء تجارية مختلفة اضافة الى مجموعة غير محددة العدد من منتجي الحليب الخام. وذكر مصدر قريب من هيئة منتجي الالبان ان لقاء المنتجين مع وزير الزراعة المقرر عقده هذا الاسبوع في الرياض سيطرح توجهات عدة منها الاقتراح على صغار المنتجين الاندماج "تسويقياً على الاقل" وطرح منتجات الالبان تحت اسم واحد يستطيع المنافسة. وقال المصدر ل"الحياة" استبعد العودة الى سياسة تثبيت الاسعار فهي ضد آلية السوق الحرة، وضد المنافسة التي تصب في صالح المستهلك". وعن الدعوات التي ترددت من ان المنافسة السعرية ستُخرج صغار المنتجين من السوق وتؤدي الى انهيار صناعة الالبان في السعودية قال المصدر: "ان صغار المنتجين، كما يُطلق عليهم، دخلوا السوق وهم يعلمون بشراسة المنافسة فيها وهم اختاروا تغيير اعمالهم من مورّدين للحليب الخام، الى مصنّعين لمنتجاته ومشتقاته ودخل بعضهم السوق من دون دراسات جدوى حقيقية او بعيدة المدى". واوضح ان ما يعني الحكومة السعودية حالياً هو المحافظة على "نوعية" الانتاج وتطبيق المواصفات والمقاييس، لافتاً الى ان سياسة تثبيت الاسعار لن تكون الحل الجذري او "السحري" للسوق التي تتعرض لتقلبات وتغيرات مثل اي سوق أخرى. يُشار الى ان مجموع الاستثمارات الرأسمالية في هذا القطاع تتجاوز خمسة بلايين ريال 1.34 بليون دولار تراكمت على مدى 30 عاماً منذ تأسيس هذه الصناعة في البلاد. وتعتبر شركات "المراعي" و "الصافي" و "نادك" من اكبر واقدم المستثمرين في هذا القطاع، وتسيطر الشركات الثلاث على الحصة الاكبر في السوق التي قدرها المراقبون بين 70 و75 في المئة وتتوزع النسبة الباقية على المنتجين الآخرين.