توقعت مصادر عاملة في سوق منتجات الألبان قيام حرب بين المنتجين وحدوث تخفيضات تفض الاتفاقيات السابقة بينهم على الحفاظ على مستوى ثابت للأسعار، وأرجعت المصادر أسباب قيام هذه الحرب السوقية إلى قيام بعض الشركات بمنح حسومات كبيرة لكبار الموردين خلال موسم حج هذا العام بالإضافية إلى كميات مجانية صاحبتها حملات تسويقية وبرامج للجوائز الهدايا. وقال أحمد المرزوقي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة السعودية لمنتجات الألبان (سدافكو) بأن المنافسة الشديدة موجودة بالفعل بين الشركات وأعتبر أن ما يزيد حرب الأسعار اشتعالاً هو الحسومات التي تمنح للموردين ووصف النتائج المرتبة على ذلك بأنها سيئة وتضر بالمنتجين وبهامش الربح المخطط له عند البدء في الإنتاج، وأبدى رغبة الشركة في التعاون مع شركات الألبان الأخرى كبديل للمنافسة التي تضر بجميع المنتجين. وحول قيمة مبيعات سوق الألبان في المملكة قال إنها تقدر بنحو ثمانية مليارات ريال يسوق خلالها 1,5 مليون طن من الألبان الطازجة والمحفوظة والمبسترة، في الوقت الذي يقدر فيه قيمة مبيعات سوق الحليب بملياري ريال ويتم تسويق 450ألف طن من الحليب سنوياً، وتوقع أن يستمر تزايد الطلب على منتجات الألبان والحليب في السوق السعودي بنسبة تقارب ال6٪ سنوياً قياساً لحركة النمو السكاني ،وفق الإحصائيات المتاحة حالياً، بالإضافة إلى أن سوق دول الخليج هو أحد الأسواق الإقليمية الهامة لجميع منتجي الألبان في المملكة، ويتم الآن تصدير كميات كبيرة من منتجات الألبان لبعض دول الخليج وبشكل منتظم. وعن خطط «سدافكو» للتعامل مع متطلبات السوق أوضح أنها أعدت برنامجاً استراتيجياً مرن للتعامل مع متطلبات السوق السعودي والظروف المحيطة في الأسواق الإقليمية، وذلك رغبة منها في النمو وتطوير منتجاتها بشكل مستمر من خلال تشكيلة واسعة من المنتجات، مع الحرص على تصنيع المنتجات باستخدام أفضل المواد الخام وفق المواصفات العالمية المتبعة في إنتاج الألبان، وأضاف قائلاً : بان ضمان الجودة أكسبنا ثقة ملايين المستهلكين لذلك فإننا ندرك أهمية الحفاظ على موقعنا في السوق وتلبية رغبة المستهلك. وفي إجابته على سؤال حول مشاريع الشركة الجديدة قال بشكل متحفظ دون أن يوضح تفاصيل : تضع شركة سدافكو الاستثمار في مجال صناعاتها وتخصصها في مقدمة أولوياتها، ولذلك فمن الطبيعي أن تكون خططنا في هذا المجال هي المزيد من الدعم والمرونة في مشاريعنا وزيادتها حيثما كان ذلك ممكناً. إلى ذلك قال موردين متعاملون مع شركات الألبان أنهم يشعرون أن أي حرب جديدة للأسعار بين المنتجين، سوف تكون في صالح منافذ البيع وبالتالي المستهلك، بشرط أن لا تؤثر المنافسة الشرسة على السوق على جودة الألبان والحليب، وحذروا من خطورة وجود حرب في الأسعار على المستهلكين عندما يتعمد بعض صغار المنتجين للتلاعب في مدة صلاحية المنتجات بشكل مختلف عن وضعها الطبيعي، رغبة منهم في كسب أكبر قدر من المبيعات والتواجد في منافذ البيع أطول وقت ممكن. وتوقع أحد المسؤولين في أحد منافذ البيع الكبرى في جدة، أن تنتهي أي حرب للأسعار سريعاً، وأرجع ذلك إلى وجود اتصالات قوية بين مسئولي الشركات وخاصة الكبرى منها نشأت في أزمات سابقة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى احتواء الموقف باتفاق جديد على ثبات الأسعار، وقال إنه إذا لم يحدث اتفاق بين المنتجين فإن الحرب في الأسعار سوف تستمر دون أن تتوقف عند حد، وسوف يجد المستهلك سعر المنتج ينخفض بنسبة خصومات تصل إلى 50 في المائة.