التقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، بعد ظهر امس، مع سفراء الاتحاد الاوروبي لاطلاعهم على ما دار في قمة جنيف بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس الاميركي بيل كلينتون، وعلى الموقف السوري مما جرى في ذلك اللقاء وما تناولته وكالات الانباء في ما بعد. واوضح الشرع ان الرئيس الأسد ذهب الى جنيف استجابة لدعوة وجهها اليه الرئيس الاميركي خلال مكالمة هاتفية اجراها معه في 7/3/2000 وأكد له خلالها ان لديه "شيئاً مهماً" يود نقله اليه، وانه يريد ان يلتقي مباشرة معه لاطلاعه على نتائج الجهود التي بذلها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي من اجل دفع عملية السلام على المسار السوري. وقال الشرع ان اللقاء بين الرئيسين "بدأ بشكل ودي، ولكن عندما نقل الرئيس كلينتون الى الرئيس الأسد ان اسرائيل تريد السيادة الكاملة على كامل مياه الاردن وبحيرة طبريا، الامر الذي يمثل تراجعاً حقيقياً عن وديعة رابين وقراري مجلس الامن 242 و338، رفض الرئيس الأسد ذلك رفضاً قاطعاً، معرباً انه لن يتخلى عن اي حق من حقوق الشعب والوطن مهما طال الزمن. وقد علّق الرئيس كلينتون بقوله انه يحترم وطنية الرئيس الأسد وضميره في حماية مصالح شعبه وانه لا يطلب منه اتخاذ قرار ضد مصلحة شعبه". وابلغ الوزير السفراء الاوروبيين انه "اصبح واضحاً لنا ان حكومة باراك تضع عقبات جدية امام استئناف محادثات السلام". وعبّر الشرع عن "خيبة امل سورية من بعض وسائل الاعلام التي زعمت بأن سورية تضع العراقيل امام عملية السلام، مستغلة عبارة وردت في تصريحات الرئيس الاميركي في اعقاب قمة جنيف". واضاف انه "لا يمكن تضليل سورية بلعبة المسارات او تهديد لبنان بالانسحاب من جانب واحد، فالكل يعلم ان الشارع العربي في كل مكان مع موقف العز والحق والعدل الذي عبّر عنه الرئيس الأسد في جنيف. ولن تتمكن اسرائيل من تحويل هزيمتها في لبنان الى مأزق لسورية ولبنان عبر تهربها من متطلبات السلام واستحقاقاته". في المقابل اكد السفراء الاوروبيون "دعم حكوماتهم لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على اساس قرارات مجلس الامن 242 و338 و425 ومرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام، وانهم يتفهمون مطالبة سورية بحقها المشروع بالانسحاب الاسرائيلي الكامل الى خط 4 حزيران 1967 واستعادة لبنان لاراضيه كاملة من دون نقصان او قيود، وانهم سينقلون وجهة النظر السورية هذه التي اطلعهم عليها الوزير الشرع الى حكوماتهم مقدرين استمرار التزام سورية عملية السلام واسسها وعملها للمساهمة في تحقيق السلام العادل والشامل".