قررت القمة الافريقية المنعقدة في الجزائر عدم الاعتراف بأي انقلاب عسكري في القارة بدءاً من امس، كما قررت الاعتراف بشرعية الانقلابات الثلاثة التي جرت هذه السنة في النيجروغينيا بيساو وجزر القمر كآخر انقلابات تحصل في القارة وتتعامل معها الدول الاخرى. وواصل الرؤساء الأفارقة مناقشة موضوع العولمة وكيفية دخول القارة فيه ب"أقل خسائر ممكنة"، اضافة الى قضايا النزاعات والحروب. وعرض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي استضافة قمة استثنائية تعقد في السادس الى التاسع من ايلول سبتمبر المقبل لاعادة صوغ ميثاق المنظمة الافريقية. "لا انقلابات بعد اليوم" هو القرار الذي اتخذه الرؤساء الأفارقة في اليوم الثاني لقمتهم ال35 المنعقدة في الجزائر منذ الاثنين وتنتهي اليوم. اذ قرر الرؤساء الأفارقة، خلال مناقشتهم موضوع انقلابات النيجروغينيا بيساو وجزر القمر التي حصلت خلال النصف الاول من السنة، عدم الاعتراف بأي انقلاب عسكري يحصل في القارة السمراء. وشددوا على ان اتخاذ كل الاجراءات المتاحة لعزل قادة اي انقلاب عسكري في أي بلد افريقي، وعدم التعامل معه ومقاطعته اقتصادياً وسياسياً وديبلوماسياً واستعمال وسائل اخرى لاطاحة قادة الانقلاب. وأكدوا ان هذا القرار يأتي في اطار تثبيت الديموقراطية وتعزيزها انطلاقاً من القرارات المتخذة في هذا الشأن في قمة هراري التي عقدت عام 1997. وفي مقابل ذلك، قرر الرؤساء الاعتراف بشرعية انقلابات النيجروغينيا بيساو وجزر القمر. كما قرروا وضع شروط امام الحكّام تضمن توجه انظمتهم نحو الديموقراطية واجراء انتخابات عامة في فترة محددة، الى جانب اجراءات اخرى في هذا الاطار. يذكر ان رئيس النيجر ابراهيم باري ميناسارا، كان قُتل في التاسع من نيسان ابريل في قاعدة عسكرية على يد الحرس الرئاسي. وعُيّن قائد هذا الحرس الكومندان داودا مالام وانكي رئيساً للدولة بقرار من "مجلس المصالحة الوطنية" في العاصمة نيامي. وفي جزر القمر استولى رئيس اركان الجيش ازالي مسوماني في 30 نيسان ابريل على السلطة في موروني مطيحاً الرئيس بالنيابة تاج الدين بن سعيد ماسوندي. وصار الكولونيل ازالي رئيساً للدولة. وفي السابع من حزيران يونيو الماضي قاد الجنرال انسومان ماني انقلاباً عسكرياً في غينيا بيساو اطاح نظام الرئيس جواو برناردو فييرا. وكان لافتاً ان الكومندان وانكي والجنرال مسوماني والجنرال ماني حضروا اجتماعات القمة منذ اليوم الاول، كما شارك وزراء خارجية دولهم في اجتماعات المجلس الوزاري. وكانت الامانة العامة لمنظمة الوحدة الافريقية دانت الانقلابات الثلاثة وقت حصولها ودعت الى مقاطعتها. الى ذلك، تحدث الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي طويلاً في الاجتماعات الصباحية وعرض بإسهاب مشكلات القارة و"أطماع الغرب"، خصوصاً الولاياتالمتحدة، في ثروات القارة. وطالب بعقد قمة استثنائية تستضيفها طرابلس من السادس الى التاسع من ايلول سبتمبر المقبل لوضع أسس جديدة لميثاق منظمة الوحدة الافريقية، وصوغه ليتلاءم مع التحديات الجديدة والتغييرات التي تحصل في العالم اليوم. ولم يتخذ الرؤساء الأفارقة حتى امس، اي قرار في شأن القمة الاستثنائية، لكنهم قرروا عقد القمة المقبلة ال36 في توغو. وعرض الرؤساء الأفارقة ايضاً اقتراحات محددة في شأن العولمة وسبل اندماج افريقيا في عملياتها الجارية، واستغلالها لمصلحة دول القارة. وشددوا في هذا الاطار على تسريع العمل في تثبيت الجماعة الاقتصادية الافريقية كإحدى الوسائل الاساسية للتعامل مع العولمة. وكان مقرراً ان تجري في الجلسات المسائية عملية انتخاب المساعدين الخمسة للامين العام للمنظمة الافريقية. وستواصل القمة اجتماعاتها اليوم قبل اصدار القرارات النهائية. واكد الناطق باسم المنظمة الدكتور ابراهيم دقش ان "القمة الافريقية المصغرة" برئاسة بوركينا فاسو تواصل اجتماعاتها على هامش القمة الحالية بهدف التوصل الى "نتائج ايجابية لانهاء النزاع الاثيوبي - الاريتري".