صدرت عن الخرطوم إشارات عدة الى استهدافها رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني وقياديين في التجمع المعارض، في إطار الرد على الهجوم المستمر حاليا في شرق السودان وبحجة أن الخطوات الايجابية التي اقرت تجاه المعارضين يجب أن لا تشمل الذين يحملون السلاح في وجه الحكم. ورد مسؤول كبير في الحزب الاتحادي أمس على تصريحات صدرت عن وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين، مؤكداً سعي الميرغني المستمر الى ضمان "وحدة السودان وتجنيبه ويلات الحرب". وتحدث ثلاثة وزراء في الحكومة السودانية خلال اليومين الماضيين عن ضرورة إتخاذ إجراءات في حق الميرغني وقادة المعارضة المسلحة. وأفادت مصادر مطلعة في الخرطوم الى أن الحكومة تتعرض لضغوط من المؤسسات الامنية والقوى المحاربة في الجيش وقوات الدفاع الشعبي، لاتخاذ خطوات مثل إعادة مصادرة ممتلكات أعيدت. وتذكر هذه الدوائر أيضا بنجاح الحكومة السودانية في إبعاد الناطق الرسمي باسم المعارضة الفريق المتقاعد عبدالرحمن سعيد من مصر بعد مطالبتها بتسليمه. وبث التلفزيون السوداني في الايام الماضية إشارات الى الحلف بين زعيم التمرد الجنوبي العقيد جون قرنق والقادة الباقين، وركز على أن مدينة همشكوريب التي تسيطر عليها المعارضة تعد أهم مراكز التعليم الديني في شرق البلاد. وعقدت لجنة وزارية كلفت مهمة التعبئة وإتخاذ الخطوات الضرورية لمواجهة الموقف العسكري في شرق السودان، إجتماعا أمس لوضع لائحة لتنفيذ حال الطوارئ السارية. وتردد في الخرطوم أن اللجنة ستدرس أمر الممتلكات المصادرة من المعارضين الذين يحملون السلاح. وقال وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين أمس أن "قانوناً يجري إعداده لمكافحة النشاطات الارهابية"، و "إتخاذ إجراءات في مواجهة أي جماعات تعمل بوجهين سياسي وعسكري". ونقلت صحف سودانية عن وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين قوله أن الميرغني "بلسانين الاول عن الحل السياسي والثاني يشجع العمل العسكري". وأضاف أن "الميرغني يدين بالولاء لقرنق ومتورط في إعتداء همشكوريب، وفي الوقت ذاته يبعث بالرسائل الى رؤساء يحض فيها على الحلول السلمية". ورد الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي عادل سيد أحمد عبدالهادي أمس على تصريحات صلاح الدين، مؤكداً أن الميرغني "سعى الى وحدة السودان قبل أن يصبح رئيساً للتجمع وقبل نظام الانقاذ، وسعى الى تجنيب البلاد ويلات الحرب. وتوّج جهوده بلقائه الشهير مع قرنق وإبرام إتفاقية السلام السودانية". وأضاف أن "هذا اللقاء خلق العلاقة الاخوية الوطنية والثقة المتبادلة التي تتميز بها العلاقة بين الحزب الاتحادي والحركة الشعبية لتحرير السودان، وكانت هي الاساس في إنضمام الحركة الشعبية الى التجمع". وشرح القرارات التي اتخذها التجمع أخيراً في شأن الحل السياسي وتناول رسائل الميرغني الى قادة مصر وأريتريا وليبيا، معتبراً أنها "تؤكد موقف التجمع ورئيسه من الحل السياسي". وقال: "نحن صادقون في قولنا وتوجهنا وليس لنا وجهان ولسانان. وجهنا واحد ولساننا واحد يقول بالصدق والحق".