يتاح لمهرجان السينما العربية الأول، المقام في البحرين من الرابع والعشرين حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري التأكيد على أن السينما العربية المحتفى بها لا تزال قادرة على إطلاق عدد من المفاجآت المهمة، على رغم حال الحصار الإنتاجي التي تشهدها في مختلف الدول العربية. لكن المفاجأة الأهم هي مستوى الاهتمام الذي تبديه دولة البحرين، ممثلة بشخص وزير شؤون مجلس الوزراء والإعلام ورئيس هذا المهرجان السيد محمد ابراهيم المطوع، بالسينما مدركة آفاق هذا الفن الشاسع وأهمية الدور الذي يلعبه على أكثر من صعيد ثقافياً وإعلامياً واجتماعياً. وكان ذلك واضحاً ليس فقط من خلال الكلمة التي ألقاها الوزير في حفلة الافتتاح، بل أساساً من الرعاية التي حظي بها المهرجان من قبل الدولة والمسؤولين والتي تضع اللبنة الأولى في عملية إنجاح مهامه. وكانت الدورة انطلقت بفيلم "أولى ثانوي" للمخرج محمد أبو سيف، ابن المخرج الراحل صلاح أبو سيف، من بطولة نور الشريف وميرفت أمين وهو فيلم يختلف في مضمونه واهتمامه عن كل ما عداه من أفلام مصرية أخيرة، إذ هي واحدة من المرات القلائل التي يتم فيها دمج شخصيات راشدة وناضجة، تقع في الحب مع شخصيات فتية مراهقة تعتقد أنها وقعت في الحب. وموضوع المراهقة متصل أيضاً بفيلم "قوايل الرمان" للتونسي محمود بن محمود الذي عرض في المسابقة، كشأن "أولى ثانوي" إذ يتحدث عن فتاة في السادسة أو السابعة عشرة تعود مع أبيها الى تونس بعد سنوات غياب طويلة لتجد نفسها موزعة الانتماء ثقافياً بين أفريقيا السوداء وبين المجتمع التونسي الذي يجب أن تتبناه. وبفضل علاقات مدير عام المهرجان بسام الذوادي، وهو مخرج بحريني موهوب قدم فيلمه الروائي الأول "الحاجز" وسط مباركة نقدية عربية شاملة قبل نحو ثماني سنوات، أتيح لهذه الدورة الأولى أن تشهد حشداً مهماً جداً من الأفلام العربية، سنعرض لها في ملحق السينما الأسبوع المقبل.