من المؤكد ان احداً لم يفاجأ مفاجأة حقيقية بالفوز الذي حققه فيلم اسامة فوزي الثاني "جنة الشياطين" في مسابقة مهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته لهذا العام.. وكان الفوز اكثر من مزدوج، حيث ان هذا الفيلم المقتبس، اصلاً، عن رواية للكاتب البرازيلي جورج آمادو، فاز بالجائزة الكبرى في المسابقة الدولية للمهرجان، لكنه فاز ايضاً بجائزة العمل الثاني التي نالها اسامة فوزي، بينما نال بطل الفيلم ومنتجه محمود حميدة جائزة لجنة التحكيم في "بانوراما السينما المصرية"، كما نال طارق التلمساني جائزة افضل تصوير، ومصطفى ذكري جائزة أفضل سيناريو. في المقابل حصد فيلم "اولى ثانوي" لمحمد ابو سيف معظم جوائز تظاهرة "بانوراما السينما المصرية" بما في ذلك جائزة افضل ممثل، وأفضل ممثلة، لنور الشريف وميرفت أمين على التوالي، ونال فيلم "الشرف" لمحمد شعبان جائزة أفضل مخرج عمل أول، ونال فاروق الفيشاوي عنه جائزة أفضل تمثيل. والحال ان هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها "جنة الشياطين" في مهرجان سينمائي، اذ كان سبق له ان عرض على هامش مهرجان "كان" في دورته الأخيرة، كما عرض في مهرجان لوكارنو، ومن المتوقع ان يعرض في مهرجان سان سيباستيان. ويعتبر "جنة الشياطين" واحداً من أفضل الأفلام التي صورت خلال الآونة الأخيرة في مصر، اضافة الى انه يدخل في باب الأفلام الجريئة، إذ انها المرة الأولى التي تقدم فيها السينما العربية والعالمية على تحقيق فيلم بطله…. جثة. ودور الجثة، في هذا الفيلم الاستثنائي، يلعبه الفنان محمود حميدة الذي يخوض هنا تجربة غريبة من نوعها، لم يسبق لأي فنان من قبله ان خاضها: تجربة انتاج فيلم على مثل هذا القدر من الغرابة، وتجربة لعب دور رجل ميت. وما جوائز مهرجان الاسكندرية سوى مكافأة بسيطة لهذه المغامرة، كما يرى النقاد.