تشهد دولة البحرين، في الفترة الواقعة بين 25 و31 آذار مارس 2000، قيام مهرجانها الأوّل للسينما العربيّة في عاصمتها المنامة. ولا يعتبر هذا المهرجان التظاهرة السينمائية الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، بل في البلدان العربيّة قاطبة. فحتّى اليوم، ارتدت مهرجانات السينما في العالم العربي طابعاً اقليمياً أو دولياً أو متوسطيّاً دمشق، قرطاج، القاهرة، بيروت، عنابة، الخ... وظلّت اقامة المهرجانات الخاصّة بالسينما العربيّة محصورة في بعض العواصم والمدن الغربيّة، مثل المهرجان الذي ينظمه "معهد العالم العربي" في باريس مرّة كل سنتين، أو المهرجانين السنويين اللذين تستضيفهما مدينة بولونيا الايطاليّة وولاية سان فرنسيسكو الأميركيّة. تعود فكرة تأسيس المهرجان إلى المخرج والناشط السينمائي البحريني بسّام الذوادي، كما يشرف على تنظيمه "نادي البحرين للسينما" بالتعاون مع وزارتي الاعلام وشؤون مجلس الوزراء وشركة "غولد مارك" للعلاقات العامّة. بحسب بيان التأسيس، يأخذ المهرجان على عاتقه "نشر الثقافة السينمائيّة ودعم السينمائيين العرب والمساعدة على إظهار الفكر العربي والقضايا العربيّة ونشرها في المحافل الاقليمية والدولية من خلال عرض الأفلام العربية والسعي إلى إيجاد انتاج عربي مشترك يسهم في زيادة التضامن بين السينمائييّن العرب وتشجيعهم على التواصل". سيقام المهرجان مرّة كلّ سنتين والدورة هذه هي الأولى بالطبع وستأتي متضمّنة الأقسام الآتية: "مسابقة الأفلام الطويلة"، "التكريم" و"البانوراما". في القسم الأول، تمّ اختيار ثلاثة عشر فيلماً للتنافس على جوائز مالية، يبلغ حدّها الأدنى خمسة آلاف دولار والأقصى خمسة عشر ألف دولار، موزّعة تبعاً للاختصاصات المهنية ويعنى بها المنتجون والمخرجون والممثلون ومدراء التصوير وموسيقيّو الأفلام المتبارية ومؤلّفوها. وقد اختير فيلم واحد من موريتانيا "الحياة على الأرض" لعبدالرحمن سيسكو في مقابل فيلمين لكل من ست دول عربية هي: مصر "أرض الخوف" لداود عبد السيّد و"الأبواب المغلقة" لعاطف حتاته، لبنان "بيروت الغربيّة" لزياد دويري و"أشباح بيروت" لغسّان سلهب، تونس "قوافل الرمان" لمحمود بن محمود و"كسوة" لكلثوم برناز، المغرب "كيد النساء" لفريدة بليزيد و"نساء ونساء" لسعد شرايبي، الجزائر "العيش في الجنّة" لبورلام جردجو و"الجزائر - بيروت" لمرزاق علواش وسورية "نسيم الروح" لعبداللطيف عبدالحميد و"تراب الغرباء" لسمير ذكرى. كما تقرر افتتاح المهرجان واختتامه بفيلمين مصريين: "أولى ثانوي" لمحمد أبو سيف مع نور الشريف وميرفت أمين، و "كلام الليل" لإيناس الدغيدي مع يسرا وأشرف عبد الباقي. أما لجنة التحكيم فتتألف من البحريني خليفة شاهين رئيساً وتتوزع عضويتها على المخرجة اللبنانيّة جوسلين صعب ونظيريها الايراني محسن مخملباف والمغربي أحمد معنوني والنجمة الهنديّة شارميلا طاغور والناقدين المصري كمال رمزي والسوريّة ديانا جبّور. في الانتقال إلى القسم الثاني، يحظى المخرج الجزائري أحمد راشدي بتكريم المهرجان الذي يعرض له فيلمين، "الطاحونة" من بطولة الممثل المصري عزّت العلايلي و "علي في بلاد السراب" مع الممثل الجزائري العريق علي كويرات. أمّا القسم الثالث "بانوراما" فيتضمن عروضاً استعادية لأربعة عشر فيلماً بينها فيلم لكل من أعضاء لجنة التحكيم، فضلاً عن "الحاجز" لبسام الذوادي البحرين و"بس يا بحر" و"عرس الزين" لخالد الصدّيق و"الصمت" لهاشم محمد الكويت و"حكاية الجواهر الثلاث" لميشال خليفي فلسطين و "بيروت يا بيروت" لمارون بغدادي لبنان و "حلاق درب الفقراء" لمحمد الركاب و"ليلة القدر" لحميد بناني المغرب. و"عرق البلح" لرضوان الكاشف و"جنّة الشياطين" لأسامة فوزي مصر. كذلك، يشهد المهرجان عقد حلقة بحث خاصة بواقع السينما في الخليج العربي، يديرها نائب رئيس "نادي البحرين للسينما" محمد فاضل بمشاركة النقاد عماد نويري وجمال داود وعبدالله جناحي ورضا الفيلي فيما تشمل موضوعاتها العناوين الآتية: "مشكلات الانتاج السينمائي في الخليج"، "التوزيع السينمائي والمراقبة والملكية الفكريّة"" "القوى البشرية"" "التخطيط السينمائي". وفي خطوة لافتة، يتخلل المهرجان اصدار كتب لخمسة نقاد سينمائيين عرب