} في خطوة تهدف الى تطويق التحركات الاخيرة المناهضة لحكومته ، أجرى رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان تعديلاً وزارياً، انضم بموجبه ثمانية وزراء جدد الى فريقه الحكومي من بينهم اثنان من الشخصيات الاشتراكية البارزة هما: رئيس البرلمان الفرنسي لوران فابيوس ووزير الثقافة السابق جاك لانغ. تخلّص رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بفضل تعديل وزاري اجراه امس الاثنين، من وزيري التربية الوطنية كلود اليغر والاقتصاد والمال كريستيان سوتير، بعدما تحولا الى مصدر ارباك له، نتيجة الاضرابات والتظاهرات التي تسببت بها الخطط الاصلاحية التي قدمها كل منهم في مجال عمله. كما خرج من الفريق الحكومي كل من وزيرة الثقافة كاترين تروتمان ووزير الادارة العامة اميل زوكاريللي. وأفاد بيان صدر عن القصر الرئاسي ان جاك لانغ الذي يعد من أنجح من تولى وزارة الثقافة في فرنسا، سيخلف اليغر في وزارة التربية الوطنية، فيما يتخلى فابيوس عن رئاسة البرلمان ليخلف سوتير في وزارة الاقتصاد والمال. وقال البيان ان الوزيرة السابقة كاترين تاسكا ستتولى وزارة الثقافة فيما يتولى ميشال سابان وهو بدوره وزير سابق، وزارة الادارة. وأضاف انه تم تعيين روجيه جيرار شوارتزبرغ وزيرا للبحث العلمي وجان لوك ميلاتشون وزيراً مفوضا للتعليم المهني، بعدما كان اليغر يتولى بنفسه هاتين الحقيبتين. وانضم بموجب هذا التعديل ثمانية وزراء جدد الى حكومة جوسبان، الذي يسعى بذلك الى اضفاء ديناميكية جديدة على ادائه الحكومي وقلب صفحة الرفض والمقاومة التي واجهتها مساعي اصلاح التعليم العام والاجهزة الضريبية. وكانت حدّة الاحتجاجات واتّساع نطاقها، فاجآ جوسبان الذي مضى على وجوده في رئاسة الحكومة سنتين امضاهما في حال انسجام تام مع الرأي العام الفرنسي الذي ايّده في مختلف توجهاته. وتمكّن جوسبان خلال هاتين السنتين من تحقيق معظم بنود البرنامج الذي اعلنه لدى تشكيله الحكومة سنة 1997، خصوصا في ما يخصّ خفض البطالة وتأمين وظائف عمل للشباب وخفض عدد ساعات العمل الاسبوعية من 39 الى 35 ساعة وتحقيق المساواة في مجال العمل بين النساء والرجال. واعتبر ان النجاح الذي حققه ردّه الى قدرته في احلال السلام الاجتماعي بفضل اسلوب الحوار والتشاور الذي اعتمده. ولكن هذا الاسلوب لم يجد نفعاً عندما اراد جوسبان الانتقال الى المرحلة الثانية من برنامج، وهي المرحلة الاصلاحية، فاصطدم بنزعة المقاومة نفسها التي كان عانى منها وعلى مدى عامين متتاليين سلفه آلان جوبيه، من جراء سعيه الى اضفاء تغييرات على العمل في القطاع العام. في غضون ذلك، بدأت استطلاعات الرأي تظهر تراجعا في شعبيته من شأنه تعريض فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة لخطر فعلي. لذا، ارتأى جوسبان اللجوء الى التعديل الحكومي املاً بالحصول على هدنة جديدة يمنحه اياها الفرنسيون يتمكن خلالها من تعميق التشاور من اجل التوصل الى تطبيق خطته الاصلاحية.