} قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون ان مستقبل كوسوفو "يتأرجح بين النجاح والفشل"، فيما سادت في الغرب قناعة ان الوضع في الاقليم لا يزال محفوفاً بالمخاطر، ما استدعى دعوة مجموعة الاتصال الدولية الى الاجتماع في هذا الشأن. جاء ذلك في مناسبة مرور عام على الغارات الأطلسية وهي الذكرى التي احتفل بها طرفا النزاع الأطلسي وبلغراد. واعتبر كل منهما انه انتصر في الحرب. باريس، موسكو - "الحياة" احتفل حلف شمال الأطلسي والسلطات في بلغراد، كل على طريقته، بانتصاره في الحرب التي بدأت في مثل هذا الوقت من العام الماضي واستمرت 77 يوماً من خلال غارات جوية أطلسية متواصلة على يوغوسلافيا، ونتج عنها خروج القوات اليوغوسلافية من كوسوفو مع بقاء الاقليم دولياً ضمن الأراضي الصربية. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الجمعة عن اجتماع تعقده مجموعة الاتصال حول يوغوسلافيا السابقة في باريس يوم الثلثاء المقبل على مستوى المدراء السياسيين، لتقويم الوضع في كوسوفو وتحديد ما إذا كانت الشروط متوفرة لاجتماع المجموعة على مستوى وزراء. ومعروف ان المجموعة تضم في عضويتها ست دول هي: فرنسا والولايات المتحدة وروسيا والمانيا وبريطانيا وايطاليا. وأوضحت الوزارة ان الاجتماع سيشهد جردة لما آلت اليه الأوضاع في كوسوفو بهدف السعي الى تحديد آفاق وتوجهات جديدة لعمل المجتمع الدولي، مشيرة الى أن مسألة تنظيم انتخابات محلية ستحتل حيزاً مهماً من البحث. وفي موسكو، اعلن الجنرال ليونيد ايفاشوف رئيس دائرة التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية أمس، ان بلاده تنوي التمسك بموقعها الاستراتيجي في مطار بريشتينا "ولن تسلمه لأحد، في حال اقدام الحلف الأطلسي على عملية برية جديدة في المنطقة". وفي مؤتمر صحافي بمناسبة مرور عام على بدء الحرب البلقانية، انتقد ايفاشوف سياسة الغرب تجاه كوسوفو وخصوصاً اجراءات بعثة الأممالمتحدة في الاقليم. وطالب باشراك يوغوسلافيا في بحث المسائل المتعلقة بالاقليم. وأكد على وجوب إعادة جزء من قوات الجيش والشرطة الصربية الى كوسوفو. وفي المقابل، أكد برنار كوشنير رئيس الادارة التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو "انزعاجه" من غموض قرار مجلس الأمن 1244 الذي ينص على منح حكم ذاتي واسع لهذا الاقليم الواقع داخل صربيا. ورأى ان من الضروري بدء "نقاش سياسي حول وضع الأقليات" فيه. ووصف كوشنير القرار الدولي بأنه يتضمن تناقضات، موضحاً ان "الأحقاد عميقة الى درجة تجعل من الصعب ان يجد القرار طريقاً لتنفيذه". ورداً على سؤال عن استقلال كوسوفو، أكد انه "ليس مكلفاً مراجعة" القرار 1244، مضيفاً "يجب مع ذلك فتح نقاش سياسي خصوصاً حول وضع الأقليات" وتابع: "أريد أن أعرف كيف يمكن حمايتهم أو ما إذا كان من غير الممكن حمايتهم قطعاً؟". وفي مناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية الأطلسي، وصل الى كوسوفو كل من الأمين العام للحلف جورج روبرتسون وقائد قواته في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك. وقال روبرتسون "ان مستقبل هذا الاقليم يتأرجح بين النجاح والفشل" وأضاف "ان الخوف من الحريق لا يزال قائماً". وأوضح انه "تم انجاز الكثير من الأمور، ولكن لا يزال هناك الكثير من العنف وأعمال الثأر". كذلك رأى خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي ان رحيل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش يشكل "أحد مفاتيح" الاستقرار في البلقان. وفي المناسبة ذاتها، رأت وزارة الخارجية الأميركية ان الأمل "غير واقعي" في إحلال السلام الكامل والفوري في كوسوفو. وقال الناطق باسم الوزارة جيمس روبن: "من كان يعتقد ان كوسوفو سيصبح خلال فترة قصيرة وبعد المحن التي واجهها هؤلاء الناس، مجتمعاً مدنياً مثالياً؟"". وفي الجانب الألباني، شهد اقليم كوسوفو أمس مظاهر الابتهاج لما قام به الحلف الأطلسي من أعمال عسكرية "حققت اخراج القوات اليوغوسلافية من الاقليم". وبدأت في بلغراد وانحاء يوغوسلافيا امس التجمعات والندوات والمهرجانات التي تناولت "آثار العدوان الأطلسي". وأشادت ب"تفاني الصرب من أجل حماية ديارهم تحت قيادة ميلوشيفيتش ومنع انفصال كوسوفو". وخصصت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد 20 صفحة من عددها أمس للمواضيع التي تؤكد "فشل الحلف الأطلسي".