بدا الخلاف الباكستاني - الأميركي مرشحاً للاتساع عشية وصول الرئيس بيل كلينتون إلى إسلام آباد غداً السبت، إثر تصريحات الحاكم العسكري الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي رأى أن لا ضرورة لمصادقة أحد على حكومته. وردّ مشرف بغضب على سؤال وجه إليه في مؤتمر صحافي أمس، بشأن احتمال رفض كلينتون ان تقتصر "إجراءاته لاحلال الديموقراطية" في باكستان على اجراء انتخابات محلية، من دون برنامج للعودة إلى الحكم المدني. وقال: "لا نطلب مصادقة احد على حكومتنا ولا نرى ضرورة لذلك". ورأى مراقبون أن كلام مشرف، جاء رداً على تصريحات أدلى بها كلينتون الى شبكة "إي بي سي" التلفزيونية الأميركية واتهم فيها عناصر من الحكومة الباكستانية بدعم ما وصفه بالإرهاب في كشمير. وترافق ذلك مع تقرير للاستخبارات المركزية الأميركية تخوفت فيه الاخيرة من وقوع حرب بين الهندوباكستان في غضون عام. ورد مشرف على ذلك بأن جيشه مستعد لأي مواجهة مع الهند. وتزامن ذلك مع احتفال باكستان أمس بالعيد الوطني. وعرضت في إسلام آباد أسلحة صاروخية متطورة بينها صاروخ "شاهين 2" و"غوري 2" و كذلك دبابات "ضرار" وهي نسخة مطورة عن "تي 59". وكان الجنرال الباكستاني أعلن عن بدء الاستعدادات لانتخابات محلية وتكوين مجالس اتحادية لإدارة البلاد لكنه لم يعط أي موعد لاجراء الانتخابات العامة. ويعرف الباكستانيون ان نيودلهي تنتظر بفارغ الصبر أن يمارس كلينتون ضغوطات عليهم من أجل وقف دعمهم للأحزاب الكشميرية المناهضة للحكومة الهندية. ولذا اعلن مشرف عن استعداده لتطوير علاقاته مع واشنطن بعيداً عن التنافس والندية مع الهند. وعزا بعض المراقبين تشدد العسكريين قبيل زيارة كلينتون إلى احتمال إصرار الأخير على ان تقتصر أجندة محادثاته على مسألتي الإرهاب والمساعدة في تسليم الثري العربي أسامة بن لادن، علماً ان وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار استبق ذلك باعلانه في حديث الى صحيفة "فايننشال تايمز" امس، أن على الأميركيين حل هذه المسألة في مفاوضات مع "طالبان".