أكدت نيودلهي عدم وجود بوادر على انسحابات محتملة للمقاتلين الكشميريين من المناطق التي استولوا عليها في الشطر الهندي من كشمير. وواصلت عملياتها ضدهم في كارغيل. وجاء ذلك رغم دعم قيادة الجيش الباكستاني موقف الحكومة وتأكيدها العمل على سحب المقاتلين الكشميريين بموجب الاتفاق الذي ابرمه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون. إسلام آباد ، نيودلهي - "الحياة"، أ ف ب - قال مسؤولون عسكريون في الهند امس الثلثاء انهم لم يرصدوا اي عمليات انسحاب ل"متسللين" من باكستان الى كشمير، حسبما تعهد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون في لقائه معه. واكد العسكريون الهنود ان قواتهم تواصل عملياتها لطرد المقاتلين الكشميريين، فيما انحصر القتال العنيف في بعض المرتفعات قرب خط الهدنة الفاصل بين شطري كشمير. وفي موقف مفاجئ، أقدم قائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف على تقديم الدعم لشريف، نافيا وجود خلافات بين المؤسسة العكسرية والحكومة. واضاف: "سيطلب من المقاتلين الكشميريين الذين يراوح تعدادهم بين 1500 و2000 مقاتل الانسحاب من مواقعهم. وسنرى هل سيستجيبون لذلك أم لا". ورأى مراقبون ومحللون سياسيون في اسلام آباد امس، ان باكستان تمكنت من تخفيف الضغط الدولي عليها من خلال الاستجابة لسحب المقاتلين. واذا لم يتم ذلك، يمكن أن تدعي عدم سيطرتها على المقاتلين الكشميريين، الأمر الذي سيعفيها من الضغوط الدولية مستقبلاً. وتعبيراً عن رفضها اتفاق شريف - كلينتون، سيرت الأحزاب الاسلامية المعارضة والتنظيمات الكشميرية تظاهرات واحتجاجات في انحاء باكستان الاثنين، قادتها الجماعة الاسلامية بزعامة قاضي حسين أحمد. وأعلنت الجماعة يوم اول من أمس "يوما اسود"، في ظل اضراب اجبر المحلات التجارية في عدد من المدن على الاغلاق احتجاجاً على موقف الحكومة. وقال نائب زعيم الجماعة الاسلامية منور حسن ل"الحياة" امس، ان جماعته ستواصل الضغط والتظاهرات حتى اسقاط حكومة شريف التي وقعت هذا الاتفاق "خدمة لرئيس الوزراء الهندي" أتال بيهاري فاجبايي. العمليات الهندية وواصلت القوات الهندية أمس عملياتها العسكرية، معربة عن قناعتها بأن المقاتلين لن ينسحبوا من مواقعهم، رغم اتفاق واشنطن. ودارت بين الجانبين معارك عنيفة في قطاع بالتيك الشديد الوعورة. وقال وزير الداخلية الهندي ومسؤول الملف الكشميري في الحكومة الهندية لال كريشان أدفاني ان "الحرب لم تنته بعد وينبغي ألا نخدع مرة أخرى"، مشدداً على ان العمليات ستتواصل حتى إجلاء من وصفهم ب "آخر المعتدين الباكستانيين" عن الأراضي الهندية. وبعدما استعاد السيطرة السبت على مرتفعات تايغر هيلز، بدا ان الجيش الهندي يسعى حاليا للاستيلاء على اكبر مساحة ممكنة من الاراضي. وسمحت استعادة هذه المرتفعات من الكشميريين الذين سيطروا عليها طوال اسابيع عدة، للجيش الهندي بضمان خط تموين منتظم، بعدما كان هؤلاء يشكلون خطراً مستمراً على قوافل التموين الهندية التي تعبر طريق سرينغار - ليه الاستراتيجية المتعرجة في الجبال. ووصفت باكستان اعلان الهند استعادة سيطرتها على تايغر هيلز بأنه "دعاية". وتناقض استمرار الاشتباكات امس مع هدوء نسبي بدأ يسود بعض المناطق مثل كارغيل ومشارف مدينة دراس. وشوهد جنود هنود على ضفاف الانهر الصغيرة في المنطقة وهم يستحمون او ينظفون اسلحتهم مستفيدين من الطقس المشمس. وللمرة الاولى منذ ايام عدة، فتحت السوق في مدينة دراس وبدأ السكان الذين نزحوا عنها خلال عمليات القصف بالعودة اليها ولو لفترة قصيرة. وقال احدهم: "قررنا ان نفتح محلاتنا لبضع ساعات لكنني لا اعتقد انني سامضي الليل في المدينة". من جهة اخرى، تبادل الجانبان الهنديوالباكستاني الاتهامات بخطف ممثلين ديبلوماسيين لكل منهم لدى الآخر وتعذيبهم. وقالت باكستان ان عملاء هنودا خطفوا اثنين من ممثليها في نيودلهي هما راو اخطر حسين ومحمد بوتا اللذين اقتيدا مساء اول من امس من مركز تجاري. وفي المقابل، اعلن الهنود ان احد موظفي سفارتهم في اسلام اباد خطف قرب منزله امام زوجته.