لندن، الرياض - "الحياة"، رويترز - يصل وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون الى السعودية مساء اليوم لاجراء محادثات يُعتقد انها ستكون "معقدة" وتتناول التعاون في مجالات الطاقة واستقرار الامدادات الى الاسواق الدولية و"مستوى الاسعار المناسب للدول المنتجة والمستهلكة". وسيعقد ريتشاردسون محادثات مع الأمير عبدالله ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ومع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قبل ان يجتمع مع وزير النفط والثروة المعدنية علي النعيمي الذي سيطلعه على نتائج اعمال مؤتمر الرياض بين وزراء الطاقة والنفط في مجلس التعاون. ويركز ريتشاردسون في محادثاته في السعودية، اضافة الى مستوى انتاج النفط ومستقبل الخفوضات، على مستقبل عمل الشركات الاميركية ودورها في المشاريع السعودية الخاصة بالطاقة. وسيعرض الوزير الاميركي في محادثاته مع ممثلي الشركات الاميركية نتائج اتصالاتهم مع المسؤولين السعوديين ومستقبل التعاون بين الطرفين. يشار الى أن الولاياتالمتحدة استوردت من السعودية 1.391 مليون برميل يومياً عام 1998. وكان ريتشاردسون ناقش امس في الكويت، اضافة الى مستوى الانتاج ضمن "اوبك" واسعار الطاقة في العالم خطة حكومية للسماح للشركات الاجنبية بالعمل في آبار النفط الشمالية قرب الحدود العراقية ضمن اتفاق شراكة يسمح بمضاعفة انتاج الحقول الشمالية الى 900 الف برميل يومياً. ويواجه المشروع الكويتي، الذي يكلف نحو سبعة بلايين دولار ضمن "اتفاق خدمات تشغيل" معارضة نيابية شديدة. وكان خام القياس "برنت" ارتفع في التعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية عند الفتح امس بعدما اظهرت بيانات صدرت اول من امس استمرار المخزونات الاميركية حول مستوياتها المتدنية. وارتفع سعر البرميل في عقود نيسان ابريل 14 سنتاً الى 27.20 دولار مواصلا مكاسبه التي بلغت اكثر من دولار على مدى يومين. واظهرت بيانات معهد البترول الاميركي الصادرة ان مخزونات الخام لا تزال قريبة من ادنى مستوياتها منذ اكثر من عقدين. في رورد نوس الجزائر قال وزير الطاقة والمعادن الجزائري شكيب خليل انه يجب على وزراء "اوبك" ارجاء زيادة انتاج النفط حتى انتهاء الربع الثاني من السنة الجارية بسبب انخفاض الطلب خلال هذه الفترة. وقال السيد خليل لرويترز بعد افتتاح مشروع غاز طبيعي بكلفة 538 مليون دولار في رورد نوس على مسافة 1200 كلم جنوب شرقي الجزائر العاصمة انه يعتقد "ان من الخطر ان يرفع منتجو النفط انتاجهم حالياً لأن من المتوقع انخفاض الطلب على النفط في الربع الثاني من السنة بمقدار ما بين اثنين و ثلاثة ملايين برميل يومياً على الاقل". واضاف: "ان على وزراء اوبك، الذين من المقرر ان يبحثوا في سياسة الانتاج خلال اجتماع فيينا في السابع والعشرين من آذار المقبل، تجنب المشاكل التي حدثت عام 1998 عندما انهارت اسعار النفط الى اقل من عشرة دولارات للبرميل تحت وطأة زيادات في الانتاج من اعضاء اوبك وغيرهم من المنتجين". وقال: "اذا زاد الانتاج في وقت يتراجع فيه الطلب فان النتيجة الطبيعية هي ان تنخفض الاسعار مهددة بالعودة الى المشكلة ذاتها التي حدثت قبل عامين". وفي كراكاس قال وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي علي رودريغيز: "ان كل الخيارات مفتوحة ولم يبت فيها". وكرر رأيه بأن المهمة الرئيسية ل"اوبك" هي تحقيق استقرار سوق النفط وان المنظمة ستتخذ اي اجراء ضروري لبلوغ ذلك الهدف. ورفض رودريغيز ايضاح موقفه في شأن سياسة الانتاج وسط تكهنات متزايدة بان "اوبك" ومنتجي النفط من خارجها سيخففون خفوضات الانتاج التي تبلغ نحو 5.1 مليون برميل يومياً. ويقدر مجمل المعروض الدولي من النفط بنحو 75 مليون برميل يومياً. وعلى رغم ان اسعار النفط وصلت الى اعلى مستويات لها منذ تسعة اعوام الاسبوع الماضي فان رودريغيز قال: "لا ارى انه حدث اضطراب خطير جداً في سوق النفط الدولية لكن اوبك ستتحرك لتصحيح اي اضطرابات من هذا القبيل في المستقبل". واضاف: "اذا حدثت زيادة كبيرة جداً في الطلب مع هبوط خطير في المخزونات ما قد يسبب اضطراباً في السوق، فمن الطبيعي ان تتخذ اوبك اجراءات تصحيحية". وشدد على ان هذا الوقت من العام موسم زيادة الطلب على النفط وان الاسعار تهبط عادة ابتداء من آذار لاسباب دورية. وقال رودريغيز ايضا انه سيتحدث مع وزير النفط العراقي ويعتزم مقابلة وزير النفط السعودي علي النعيمي في لندن في الثاني من آذار ثم يعقد محادثات منفصلة مع وزير الطاقة المكسيكي لويس تيليز.