بدأ الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي محادثاتهما امس في قاعدة بولينغ الجوية بالقرب من العاصمة الاميركية، وسط تعتيم اعلامي، ووراء اسوار القاعدة التي سينعزل فيها المفاوضون حتى يوم الجمعة المقبل عندما سيصدر بيان مشترك عن النتائج. وافتتحت المفاوضات بغداء عمل اقامه الجانب الاميركي الممثل بالسفير دنيس روس منسق الجهود الاميركية لعملية السلام ومساعده آرون ميلر. وقال مصدر مطلع في وزارة الخارجية ان المفاوضات ستجري في منزلين موجودين على القاعدة حيث يقيم الوفدان، وفي منزل ثالث اوسع مخصص للاجتماعات الكبيرة. واضاف المصدر ان الدور الاميركي في هذه المفاوضات سيكون دور "المسهل والمساعد" من خلال روس وميلر، وكان مندوب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن السيد حسن عبدالرحمن اعرب عن الامل في نجاح المفاوضات وان يكون الجانب الاسرائيلي جاداً وملتزماً العمل من اجل ذلك. راجع ص 4 واستبعدت مصادر فلسطينية مطلعة في اتصال هاتفي مع "الحياة"، ان يتم التوصل الى "اتفاق اطار" مع الاسرائيليين، حول قضايا الحل النهائي. وقالت انه لا يوجد حتى الآن افق لمثل هذا الاتفاق. واضافت انه اذا فشل التوصل الى "اتفاق اطار" فلن يتم ايضاً انجاز الاتفاق النهائي في ايلول سبتمبر المقبل، كما هو مقرر. واوضحت المصادر ان الموضوع الاساسي الذي يعرقل صياغة "اتفاق اطار" هو موضوع الحدود، اذ لا تزال اسرائيل ترفض حتى الآن الانسحاب الى حدود الخامس من حزيران يونيو 1967، فيما يرى الجانب الفلسطيني ان هذه هي حدود الدولة الفلسطينية التي ينوي اعلانها. وتعتبر المصادر ان مفاوضات واشنطن عملية "اشغال وتقطيع وقت" من جانب الاسرائيليين والاميركيين الى حين انضاج عملية التفاوض على المسار السوري خلال الشهرين المقبلين. اما هدف عملية "الاشغال وتقطيع الوقت" فهو امتصاص حال الاحتقان الشعبي التي لمسوها بوضوح إثر حادث جامعة بيرزيت الذي تم فيه رشق رئيس وزراء فرنسا ليونيل جوسبان بالحجارة. اعادة الانتشار وفي قراءة لخارطة اعادة الانتشار الاسرائيلي الجديدة من 1.6 في المئة من اراضي الضفة الغربية تمكن ملاحظة ما يأتي: - الانسحاب الاسرائيلي لا يحقق اتصالاً جغرافياً بين المناطق الفلسطينية الاساسية، اي بين المحافظات، مثل جنين ونابلس. - الانسحاب هو عملية توسيع للمناطق وللمساحات التي كانت في يد السلطة الفلسطينية سابقاً، وجرى داخل هذا التوسيع ربط جغرافي بين بعض القرى والمدينة الرئيسية في المحافظة. فقرية بتونيا مثلاً يلتصق بناؤها مع البناء في مدينة رام الله، وهي الحقت الآن بالمدينة الخاضعة للسلطة الفلسطينية. واكثر المناطق استفادة من عملية التوسيع هي بالتوالي: منطقة جنين، ثم نابلس، ثم الخليل. والاقل استفادة مناطق قلقيلية ورام الله. - حقق الانسحاب الاسرائيلي توسيعاً للمساحة الاجمالية لاراضي السلطة الفلسطينية، وذلك لأن 1.5 في المئة نقلت من المنطقة "ب" حيث السيطرة الامنية لاسرائيل والسيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية للمنطقة "أ" حيث السيطرة الكاملة للسلطة، كما تم نقل و احد في المئة من المنطقة "ج" سيطرة كاملة لاسرائيل الى المنطقة "أ". وبذلك اصبح في يد السلطة الفلسطينية 18 في المئة داخل المنطقة "أ"، وحوالى 23 في المئة داخل المنطقة "ب". وأدت هذه العملية الى انتقال حوالى 160 الف نسمة الى منطقة سيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة. - يوجد في فلسطين حوالى 450 قرية، تقع حوالى 400 قرية منها الآن داخل اطار المنطقتين "أ" و"ب"، وبذلك تصبح هناك سيطرة فلسطينية كاملة وشبه كاملة على 90 في المئة من السكان. - الطرق الرئيسية لا تزال كلها تحت السيطرة الاسرائيلية، وبخاصة الطرق بين المدن الرئيسية، وبين مركز المحافظة والقرى الرئيسية داخل المحافظة. - أما بقية القرى الفلسطينية الخمسين، وبقية المساحات الكبيرة في الضفة الغربية، فلا تزال كلها تخضع للسيطرة الاسرائيلية في المنطقة "ج". وهي في معظمها من اراضي الدولة اراضي الميري ومناطق الاستيطان ومعسكرات الجيش الاسرائيلي، ويفترض ان تشملها اعادة الانتشار الثالثة حسب اتفاق اوسلو الاصلي وليس اعادة الانتشار حسب اتفاق شرم الشيخ المعدل، كما يفترض ان يجري التفاوض عليها الآن في واشنطن. ومتى تم الانسحاب الاسرائيلي من هذه الاراضي يتحقق التواصل الجغرافي بين المحافظاتالفلسطينية، وتتأمن سيطرة على ما يقارب 96 في المئة من السكان الفلسطينيين.