قررت اسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اعادة انتشار قواتها بنسبة خمسة في المئة من أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة "بالقطارة" على رغم التأخير الذي امتد أكثر من شهر، في حين أطلقت سجناء فلسطينيين غير سياسيين اعتبرتهم من الذين تعهدت اطلاقهم خلال شهر رمضان الذي شارف على الانتهاء. ورفع العلم الفلسطيني في معسكرين للجيش الاسرائيلي اخليا قبل فترة في منطقتي نابلس وجنين، وهما معسكر يوسف سهل حميد ومعسكر براك الواقع بين جنين وطولكرم، فيما أعلنت مصادر الحكم العسكري الاسرائىلي أن أربعة معسكرات قديمة للجيش ستسلم للفلسطينيين اليوم في اطار الثلاثة في المئة التي ستنقل الصلاحيات المدنية فيها للسلطة الفلسطينية، فيما لن تلحظ بقوة عملية نقل 2 في المئة المتبقية الى كامل السيطرة الفلسطينية، من عدد من القرى الفلسطينية متوزعة في مناطق رام الله ونابلس وجنين وطولكرم. وأقام جيش الاحتلال الاسرائيلي 13 معسكراً جديداً بدل المعسكرات الستة التي اخليت في مناطق أخرى في الاراضي الفلسطينية. وأعلن قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني الحاج اسماعيل جبر الذي وقع خرائط الانسحاب مساء أول من أمس، جهوزية القوات الفلسطينية لأخذ مواقعها في الاماكن التي ستخليها قوات الاحتلال. وأكد رئيس لجنة التوجيه العليا للمفاوضات صائب عريقات أن "التفاهم" الذي تم التوصل اليه مع الجانب الاسرائيلي تحقق بعد تعهد الدولة العبرية التنسيق الكامل مع الفلسطينيين في الانسحابات المقبلة. وقال عريقات للاذاعة الفلسطينية أن "المحادثات مع الجانب الاسرائيلي ستتواصل لتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي في العشرين من الشهر الجاري". ونص اتفاق شرم الشيخ على انسحاب اسرائيلي اضافي في هذا التاريخ في مساحة نسبتها 1،6 في المئة من الاراضي الفلسطينية. وينص اتفاق أوسلو المرحلي على تنفيذ مرحلة ثالثة وأخيرة لسحب قوات الجيش الاسرائيلي، تشمل كامل اراضي الضفة الغربية باستثناء المستوطنات اليهودية والمواقع العسكرية والقدس، وهذه القضايا سيحسم وضعها في المفاوضات النهائية التي بدأت رسميا قبل شهرين. لكن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة أكدت أن للدولة العبرية الصلاحية المطلقة لتحديد نوع الاراضي التي ستنسحب منها ومساحتها، فيما ذهبت حكومة بنيامين نتانياهو الى تحديد نسبة المرحلة الثالثة والاخيرة بواحد في المئة فقط. وفي خطوة أثارت غضب السلطة الفلسطينية أعلنت اسرائيل اطلاق سجناء فلسطينيين اعتقلتهم بسبب عملهم ومكوثهم داخل الخط الاخضر من دون اذونات. وأعلن وزير شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والمسؤول عن اللجنة التفاوضية الخاصة بهذه القضية أن عملية الافراج التي تمت أمس لا تعتبر جزءاً من دفعات المعتقلين المتفق عليها بحسب الاتفاقات الموقعة. وجاء الاعلان الاسرائيلي غداة اتفاق مع الفلسطينيين على التئام عاجل للجنة المعتقلين المشتركة، لبحث القائمة الجديدة بأسماء المعتقلين الذين سيطلقون.