انتهت جلسة أخرى من اجتماعات الطاقمين الفلسطيني والاسرائيلي لمفاوضات "الوضع النهائي" من دون تسمية أعضاء الطواقم التفاوضية المختلفة للقضايا الجوهرية التي ستحدد الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية وركزت على التوصل الى اتفاق بشأن "الجدول الزمني" الخاص بهذه المفاوضات. ووصف رئيسا الوفدين الفلسطيني ياسر عبدربه والاسرائيلي عوديد عيران الاجتماع بأنه كان "ودياً وجاداً". وقال عبدربه للصحافيين بعد اللقاء الذي استمر ساعتين وعقد في "نفيه ايلان" غرب القدس انه تم بحث جدول أعمال المفاوضات حول القدس والمستوطنات والمياه والحدود والعلاقات بين الجانبين، فيما أعرب عيران عن أمله بأن يتم الشروع في بحث "جوهر" هذه القضايا في الاجتماع التالي. وكان عبدربه أشار قبيل الاجتماع الى ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية. وشدد على عدم إمكان اجراء مفاوضات جدية ومثمرة "طالما لم يتم وقف النشاطات الاستيطانية والقرارات الحكومية الخاصة بعمليات مصادرة الارض وتوسيع المستوطنات". وعقدت الجلسة الثانية من المفاوضات النهائية في ظل قرار اسرائيلي جديد بمصادرة أكثر من ألفي دونم من أراض تعود لاهالي قريتي جالود وقريوت شمال الضفة الغربية لبناء منطقة لل "كسارات" في بلدة الظاهرية جنوب الخليل. وأعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك في هذه الاثناء أن اسرائيل وحدها "هي التي تحدد المواقع التي ستنفذ فيها عملية اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي الثالثة من المرحلة الثانية وفقا لما نص عليه اتفاق شرم الشيخ". ونسب الى باراك قوله خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة أمس: "نحن الذين نحدد مواقع اعادة الانتشار وليس الفلسطينيون" وذلك في معرض رده على رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التوقيع على خرائط اعادة الانتشار التي عرضها عليه الجانب الاسرائيلي في نهاية الاسبوع الماضي، كونها لا تحتوي على مناطق حيوية ولا توجد تواصلاً اقليمياً بين المناطق الفلسطينية التي تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. ومن المقرر حسب اتفاق شرم الشيخ أن ينقل الجيش الاسرائيلي ثلاثة في المئة من أراضي الضفة الغربية الى السيطرة المدنية الفلسطينية واثنين في المئة اضافية الى سيطرة فلسطينية كاملة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن رئيس مكتب باراك للشؤون الامنية والسياسية داني ياتوم قوله ان اسرائيل لن تنفذ عملية اعادة الانتشار من دون الحصول على موافقة عرفات على الخرائط. وكشف رئيس هيئة قيادة "المنطقة الوسطى" العميد يعقوب زيغرون أن عملية اعادة الانتشار التي سينفذها الجيش تشمل اخلاء ستة مواقع عسكرية مقابل اقامة 13 موقعاً عسكرياً جديداً "لحماية المستوطنات ومحاور الطرق المهمة" وشق العشرات من الشوارع الالتفافية وتحصين المستوطنات التي ستصبح "معزولة" بعد تنفيذ الانسحاب بجدران كهربائية وخنادق لاطلاق النار. وقال زيغرون ان القواعد العسكرية الجديدة ستقام في بنايات ثابتة، وستشرف على حماية المستوطنين والمستوطنات وحدات عسكرية لوائية تشمل جنود احتياط يقطنون في المستوطنات اليهودية نفسها.