قالت مصادر ديبلوماسية عربية لپ"الحياة" ان الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية لازالة العراقيل من امام خطة الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية، تواصلت خلال الآونة الاخيرة وشارك فيها مساعد منسق عملية السلام دنيس روس ومستشاره ارون ميلر . وأوضحت المصادر ان المعلومات التي توافرت في شأنها تشير الى بوادر اتفاق فلسطيني - اسرائيلي سيعلن قريباً ويقضي بقبول الجانب الاسرائيلي بالانسحاب بنسبة 13 في المئة من الضفة، وفقاً للاقتراحات الاميركية التي كانت عرضت سابقاً ولم يقبل بها نتانياهو، لكن بعد تعديلها. وقالت المصادر ان الاتصالات التي تمت باشراف ميلر، تناولت ادق التفاصيل المتعلقة بنقاط التمركز الفلسطيني والاسرائيلي والعبور وسبل الحفاظ على الامن… تتقاطع هذه المعلومات مع اعلان ناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الاخير وافق على انسحاب الجيش الاسرائيلي من 13 في المئة من مساحة الضفة الغربية مشترطاً بقاء ثلاثة في المئة من هذه النسبة تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية الكاملة. وقال ديفيد بار ايلان في تصريحات صحافية ان نتانياهو ابلغ للمرة الاولى حكومته، خلال جلستها الاسبوعية يوم الاحد، موافقته على الانسحاب بالنسبة التي وردت في المبادرة الاميركية "شرط بقاء المسائل الامنية في 3 في المئة من هذه الاراضي تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي حصراً". وأوضح بار ايلان ان 10 في المئة من الاراضي التي ستشملها المرحلة الثانية من اعادة الانتشار ستكون تحت السيطرة الفلسطينية، ولكن الثلاثة في المئة ستبقى منطقة خالية من السكان مشيراً الى امكانية اعلانها "محمية طبيعية". وكانت الحكومة الاسرائيلية حاولت قبل نحو شهر التهرب من نسبة مساحة اعادة الانتشار التي طرحتها الادارة الاميركية بخروجها بمسمى جديد لثلاثة في المئة من 13 في المئة المقترحة اطلقت عليها منطقة د لاضافتها الى مسميات "أ" و"ب" و"ج" الواردة في اتفاقات اوسلو التي قسمت الاراضي الفلسطينية الى اجزاء وفقاً للصلاحيات الاسرائيلية والفلسطينية فيها واقترحت تحويل هذه المنطقة الى محمية طبيعية تكون السيطرة الاسرائيلية كاملة فيها غير ان السلطة الفلسطينية رفضت هذاالاقتراح في حينه. ووفقاً لبار ايلان، فان اسرائيل لم تغير موقفها السابق الذي اعلن عنه نتانياهو للمرة الاولى يوم الاحد الماضي. وأكدت مصادر فلسطينية لپ"الحياة" ان اسحق مولخو مستشار نتانياهو عرض خلال محادثات سرية اجراها مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ان تكون السيطرة الاسرائيلية على 3 في المئة فقط أمنية فيما تمنح السلطة صلاحيات محدودة فيها لا تشمل البناء. وأشارت المصادر ذاتها الى ان السلطة الفلسطينية ليست ضد المحميات الطبيعية "ولكن يجب ان تكون المنطقة التي ستنسحب منها اسرائيل محمية طبيعية بالفعل ولنا السلطة الكاملة فيها". وأكدت الاذاعة الاسرائيلية ان مولخو قدم وثيقة بهذا الشأن الى مسؤولين فلسطينيين، مشيرة الى ان المنطقة المعنية تقع في صحراء الضفة الغربية. وتردد الحكومة الاسرائيلية منذ اشهر رفضها الانسحاب من الاراضي الفلسطينية تزيد نسبته عن 10 في المئة. وقالت المصادر ذاتها ان اسرائيل تترقب نتائج لقاء روس مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات على هامش احتفالات يشاركان فيها في اوسلو. وأشارت الصحف الاسرائيلية الى نية روس ممارسة ضغط على الرئيس الفلسطيني لقبول وثيقة مولخو معتبرة انها "حل وسط" يتوجب على الفلسطينيين القبول به. واضافت ان روس الذي كان التقى طويلاً "ابو علاء" في اليومين الماضيين سيقرر، في ضوء لقائه مع عرفات، اذا كان سيزور المنطقة لتحريك المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. من جهة اخرى تراجع بار ايلان عن تصريحات سابقة قال فيها ان نتانياهو عدل عن مطالبة السلطة الفلسطينية بعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني لالغاء الميثاق الوطني. وقال ان نتانياهو "لم يتخل عن هذا المطلب ولا ينوي ذلك في المستقبل". وكانت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة اشارت الى قبول نتانياهو بتأجيل طلب الغاء الميثاق الفلسطيني من جانب المجلس الوطني واكتفائه ببيان يصدر عن هيئة مصغرة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية