تصاعدت التهديدات والاتهامات المتبادلة بين بلغراد وقوات حلف شمال الاطلسي في شأن الوضع في كوسوفو. ووضع الجنود الاميركيون في حال استنفار قصوى في مناطق انتشارهم في الاقليم. وجاء ذلك في وقت أصيب جندي روسي بجروح، نتيجة تعرضه لإطلاق نار، فيما كان يقف الى جانب عربته المصفحة التي تحمل شعار الاممالمتحدة. ووقع الحادث في منطقة سربتسا جنوب ميتروفيتسا حيث ينتشر الروس الى جانب الفرنسيين في اطار قوة حفظ السلام الدولية. وأفاد ناطق باسم القوات الفرنسية التي وقع الحادث في قطاعها، ان "حملة اطلقت في المنطقة لتعقب الجناة". ووصف وزير الدولة الصربي جورا لازيتش الوضع في كوسوفو بأنه خطير "بسبب المناورات التي أعلن الحلف الاطلسي عزمه على اجرائها في آذار مارس الجاري والتي تشجع الارهابيين الألبان على القيام بجرائم جديدة في كوسوفو وتوسيعها لتمتد الى مناطق بلديات بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيما. ويسعى الألبان الى فصل هذه البلديات عن جنوب صربيا". وأضاف ان "الارهابيين يتوقعون مساعدة القوات الاطلسية كما حصل في كوسوفو". ونفت قيادة الفيلق الثالث للجيش اليوغوسلافي، في بيان نشرته وسائل الاعلام في بلغراد امس، كلام حلف الاطلسي عن حشودات عسكرية يوغوسلافية حول كوسوفو. ووصف البيان تحركات وحدات الفيلق بأنها "تتم بموجب مبدأ السيادة الوطنية وحماية الحدود بشكل لا يتناقض مع قرار مجلس الأمن 1244 والاتفاق الأمني الذي انسحبت القوات العسكرية اليوغوسلافية بموجبه من كوسوفو، تاركة منطقة حزام حول حدود الاقليم الادارية تتراوح بين 5 و10 كيلومترات". ومن جهة اخرى، ذكرت مصادر القوات الدولية ان الجنود الاميركيين "وضعوا في حال استنفار قصوى في كل مناطق انتشارهم جنوب شرقي كوسوفو". وأضافت ان الوحدات الاميركية "ستقيم معسكراً أمنياً لها داخل كوسوفو على بعد أمتار من حدود الاقليم مع صربيا". وأفادت مصادر صحافية في بريشتينا ان احد المراسلين التقى بزعيم حركة تمرد مسلحة جديدة في مقره العام، مشيراً الى ان "مقاتلين ألباناً يتحركون في منطقة منزوعة السلاح بين كوسوفو وصربيا". وأضافت ان الحركة تدعى "جيش تحرير بريشيفو - ميدفيما - بويانوفاتس" وهي اسماء ثلاث مدن جنوب غربي صربيا قرب الحدود مع كوسوفو وتسكنها غالبية البانية. وأقامت الحركة مقرها العام في قرية دوبراسين الواقعة على بعد 500 متر من الحدود الإدارية لكوسوفو. وأفاد رجل قدّم نفسه على أساس انه "قائد" هذا الجيش، من دون الكشف عن هويته، ان لحركته "بنية عسكرية متكاملة". وتبنى مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع السبت الماضي على دورية للشرطة الصربية واسفر عن سقوط قتيل وإصابة ثلاثة بجروح في صفوف القوات الصربية، اضافة الى قتيل الباني. واكد ان "رجالنا كانوا يقومون بدورية. وصادفوا دورية صربية فأرغموا على اطلاق النار عليها، وللأسف سقط أحد رجالنا". وحسب المعلومات الصحافية في بريشتينا، فإن رجالاً مسلحين مجهزين بدروع وقبعات تحمل شعار الجيش يتدربون ويقومون بدوريات في المنطقة المنزوعة السلاح بعرض 50 كلم، الواقعة على الحدود الادارية بين كوسوفو وصربيا، والتي اقيمت بموجب الاتفاق الموقع في حزيران يونيو 1999 بين بلغراد والحلف الاطلسي.