قرر اللواء خالد نزار عضو المجلس الاعلى للدولة وزير الدفاع السابق رفع دعوى على الرئيس السابق للمجلس السيد علي كافي بتهمة "القذف وتحريف جزء من تاريخ الثورة". وعلم من مصادر قريبة الى المسؤول السابق عن المؤسسة العسكرية ان نزار لم يورد في عريضته التي تودع صباح اليوم مجلس قضاء العاصمة، اي قضية متعلقة بالمؤسسة العسكرية التي قال بأنها ستدافع عن نفسها بنفسها. وكان اللواء المتقاعد شن حملة اعلامية واسعة ضد الرئيس السابق للمجلس الاعلى للدولة 1992 - 1994 واتهمه بمحاولة تمديد عمر المجلس مع الابقاء على رئاسته للمجلس وهو الطلب الذي رفضته المؤسسة العسكرية في 1993، اذ تقرر الذهاب الى ندوة للحوار الوطني كوسيلة لتنظيم المرحلة الانتقالية للحكم. وهذه المرة الاولى التي يعمد فيها مسؤول كبير في المؤسسة العسكرية الى رفع دعوة قضائية على رئيسه اذ كان نزار وزيراً للدفاع في ظل حكم كافي حتى تموز يوليو 1993، حين انسحب من المؤسسة العسكرية وحل محله الجنرال المتقاعد اليمين زروال، مع احتفاظه بمنصب عضو المجلس الاعلى للدولة حتى تعيين زروال رئيساً للدولة في نهاية كانون الثاني يناير 1994. الحوار مع "الانقاذ" ومن بين القضايا التي يعيبها نزار على كافي كونه استغل استقالته من الجيش ليوفد زروال الى سجن العسكري في البليدة 50 كلم جنوب العاصمة للحوار مع قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ المنحلة من دون استشارة اي من اعضاء المجلس الاعلى للدولة. غير ان الخلفيات السياسية للصراع تبدو قليلة الثقل مقارنة بالخصومة التاريخية بين الرجلين حيث يختلف كل واحد منهما عن الآخر في دورهما داخل جيش التحرير الوطني. ويذكر ان كافي كان خلال الثورة عقيداً في منطقة الشرق الجزائري قبل ان ينسحب الى خارج الحدود في 1958 واستقر في تونس قبل القاهرة حيث تثار حوله شبهات عدة كونه احد المقربين الى مسؤول المخابرات المصرية فتحي الديب. اما نزار الذي خدم في الجيش الفرنسي قبل فراره منه في 1958 ليلتحق بالجيش الجزائري، تقلد بعد الاستقلال مناصب رفيعة، منها تكليفه من الرئيس السابق الشاذلي بن جديد باحالة عدد من "ضباط الثورة" على التقاعد في خطوة لتدعيم الجيش الجزائري بقادة جدد من خريجي المعاهد العسكرية الحديثة. "ضباط فرنسا" ويستغل كافي ماضي نزار وآخرين مثل العربي بلخير وعبدالمالك قنايزية للحديث عن "ضباط فرنسا" كزمرة محدودة العدد داخل المؤسسة العسكرية وتتحكم في مصير الجزائريين. وادى الاستعمال المتكرر لهذه التسمية الى خلق ادبيات جديدة في المجال السياسي والاعلامي ما دفع نزار الى اصدار كتاب كامل دافع فيه في شدة عن ماضيه الثوري وعرض في فصول عدة تطور علاقته بالجيش الجزائري منذ ثورة التحرير حتى انتهاء مهام المجلس الاعلى للدولة.