دعا الرئيس اليمين زروال مساء أمس الى انتخابات رئاسية مبكرة يُتوقع ان تُجرى قبل نهاية شباط فبراير 1999. وجاءت دعوته الى الانتخابات المبكرة في ظل أنباء عن ضغوط عليه للأستقالة. وأعلن زروال في كلمة الى الأمة بثها التلفزيون في الثامنة مساء أمس، انه لن يترشح في الانتخابات المقبلة، وسيدعو قادة الأحزاب الجزائرية للتشاور معهم حول الاستحقاق الرئاسي. وبدت الدعوة للانتخابات مخرجاً قانونياً لرغبة زروال في التنحي بعد خلافات كثيرة بينه وبين بعض قادة المؤسسة العسكرية. واكد الرئيس الجزائري انه مستمر في مسؤولياته الرئاسية حتى موعد الانتخابات. وكان زروال، وهو جنرال متقاعد في الجيش، عاد الى تولي مسؤوليات في السلطة في تموز يوليو 1993 عندما عُيّن وزيراً للدفاع. ثم اختير، في كانون الثاني يناير 1994، رئيساً للمرحلة الانتقالية، بعد اعتذار وزير الخارجية السابق عبدالعزيز بوتفليقة عن تولي هذا المنصب. وفي 16 تشرين الثاني نوفمبر 1995 انتخبه الشعب الجزائري بغالبية 61 في المئة من الأصوات رئيساً للجمهورية. ويُسجّل لزروال انه أعاد الاعتبار الى مؤسسات الدولة التي فقدتها شرعيتها اعتباراً من كانون الثاني يناير 1992 عندما استقال رئيس الجمهورية وحل المجلس الشعبي الوطني البرلمان وكذلك المجالس البلدية ومجالس البلديات كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ تسيطر عليها. وبعد إشراف زروال على انتخابات الرئاسة في 1995، أشرف كذلك على إجراء انتخابات لمجلسي البرلمان الغرفة الأولى ومجلس الأمة. وأجرى زروال، منذ توليه وزارة الدفاع، اتصالات عديدة بقادة جبهة الإنقاذ من أجل الوصول الى حل للأزمة التي تعصف بالبلاد. إذ إتصل بقادة الجبهة في صيف 1993 في سجن البليدة، ثم عاود الإتصال في صيف وخريف 1994، وكذلك في ربيع وصيف 1995. لكن كل هذه الإتصالات باءت بالفشل.