} قال أمين اللجنة الشعبية الليبية العامة وزير للوحدة الافريقية الدكتور عبدالسلام التريكي إن المبادرة الليبية - المصرية للوفاق في السودان ليست بديلاً عن مبادرة "ايغاد" بل تتكامل معها. وأعلن التريكي في حديث الى "الحياة"، في اديس ابابا على هامش اجتماع وزراء الخارجية لمنظمة الوحدة الافيقية، ان ليبيا تسعى الى عمل افريقي مشترك لإنهاء النزاعات في القارة الافريقية في إطار اقتراحه توحيد القارة. نفى الدكتور علي عبدالسلام التريكي أمين اللجنة الشعبية الليبية العامة للوحدة الافريقية دعم بلاده الحكومة الاريترية في نزاعها الحدودي مع اثيوبيا. وقال "إن ليبيا ليست مع طرف ضد آخر، ودورها كان دور الصديق الذي ينادي لايجاد حل للمشكلة بين بلدين شقيقين. وقمت أنا شخصياً بزيارات عدة لكل من أديس أبابا واسمرا. وأريد أن أشيد بدور اثيوبيا وموقفها من الاقتراح الذي عرضته ليبيا والذي كان يمكن ان يؤدي الى حل الأزمة لو حصلت الموافقة عليه من الجانبين، ونحن نتمنى ان تنتهي الحرب التي لا يستفيد منها أحد". وأكد التريكي في حديث الى "الحياة" في اديس ابابا حرص بلاده على تطوير علاقتها مع كل الدول الافريقية. وقال: "ان تلك العلاقات تصب في مصلحة افريقيا ككل، واستجابة الرؤساء الذين حضروا قمة سرت في 9 أيلول سبتمبر الماضي تؤكد ذلك. ونحن نسعى جاهدين الى تطبيق بيان سرت لتحقيق الوحدة الافريقية ونأمل بأن تتحقق، وهناك خطوات تتخذ في شكل جاد وسنجري محادثات مع وزراء الخارجية لتطبيق اعلان سرت". ووصف التريكي علاقة بلاده مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ومع "الجبهة الثورية" الحاكمة بأنها "مميزة ومتينة" وأن اثيوبيا ساندت الجماهيرية ضد الحصار على ليبيا وكانت احدى الدول التي وقعت على قرارات قمة واغادوغو لخرق قرار حظر الطيران المفروض على طرابلس. وعن دور المنظمة الافريقية في حل الأزمة الحدودية الاثيوبية - الاريترية، قال: "ان المنظمة تبذل كل جهدها وهناك مساع من رئيس الدورة الحالية للمنظمة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة". وأضاف: "ان افريقيا تسعى الى حل مشاكلها، واستطعنا أن نحل المشاكل في سييراليون وليبيريا. ونسعى الآن الى عمل افريقي مشترك لحل المشكلة في جمهورية الكونغو الديموقراطية ... ولدينا في المنظمة لجنة الوساطة لحل النزاعات، لكنها لم تتوصل الى نتائج كبيرة، لذلك صدر في اعلان سرت قرار بعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الافريقية لمناقشة الاستقرار والأمن والتنمية والتعاون في القارة الافريقية. وعقدت اجتماعات تحضيرية اشترك فيها بعض الدول ومن ضمنها الجماهيرية، وسيعقد مؤتمر في هذا الشأن في أبوجا في أيار مايو المقبل". وانتقد المسؤول الليبي الموقف العربي من بلاده خلال تطبيق العقوبات الدولية عليها، خصوصاً فرض الحظر الجوي، وقال: "إن الدول العربية أيدت رفع الحصار كموقف سياسي وتضامنت مع ليبيا، وان الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام للجامعة العربية بذل جهداً كبيراً وأجرى اتصالات مكثفة لكن الموقف العربي لم يكن في المستوى المطلوب. والمفروض ان الدول العربية ما كانت أن تقبل بالحصار على ليبيا باعتبار أن الأرض العربية واحدة". وسُئل عن امكان تنفيذ اقتراح السوق الافريقية المتحدة لمواجهة التكتلات العالمية ضمن برنامج العولمة، فأجاب: "ان هدف ليبيا أكثر من سوق مشتركة وان هدفنا الأساسي وحدة القارة الافريقية. وعندما تتحد القارة سيكون اقتصادها واحداً. وما نص عليه بيان سرت هو انشاء مصرف مركزي ومحكمة عليا وصندوق نقد افريقي". وقال عن المبادرة الليبية - المصرية للوفاق في السودان: "انها مقبولة من جميع الأطراف السودانية، وجرى خلال الأيام الماضية لقاء شارك فيه وزراء خارجية السودان وليبيا ومصر، واتفقنا على أن نلتقي قريباً المعارضة. والمبادرة المشتركة ليست بديلاً عن مبادرة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد ولا تتناقض معها. واعتقد بأننا نكمل بعضنا بعضاً".