أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محادثات ثنائية مساء أمس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لدى توقفه في مطار القاهرة في طريقه عودته من المغرب إلى السعودية. وعقدت جلسة محادثات ثنائية ضمت وفدي البلدين، أعقبها لقاء منفرد بين خادم الحرمين والرئيس المصري على متن الطائرة الملكية. واستمر اللقاء نحو 40 دقيقة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون صعود السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب إلى الطائرة الملكية، وبدا من شرفة الطائرة السيسي مُعانقاً الملك عبدالله. والملك عبدالله أول زعيم يزور مصر بعد تنصيب السيسي رئيساً، ما اعتبر رسالة دعم قوية للحكم الجديد. وضم الوفد المرافق له وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، ومستشاري خادم الحرمين الشريفين الأمير تركي بن عبدالله والأمير سعود بن عبدالله وعدداً من الأمراء، ووزير المال إبراهيم العساف. وقالت الرئاسة المصرية في بيان أمس إن «مصر دولة وشعباً ترحب بزيارة خادم الحرمين التاريخية إلى القاهرة»، مؤكدة أنها «لن تنسى مواقف خادم الحرمين تجاه مصر وشعبها في وقت شهدت فيه البلاد اضطرابات شديدة». وأضافت أن «مصر إذ تثمن مواقف خادم الحرمين والمملكة العربية السعودية المؤيدة لإرادة مصر وشعبها، تتمنى له وللمملكة دوام التوفيق والسداد في خدمة قضايا العروبة والإسلام». وكان مطار القاهرة شهد إجراءات أمنية مشددة لاستقبال خادم الحرمين والوفد المرافق له أشرف عليها الحرس الجمهوري الذي تسلم المطار ومحيطه لتأمينه. وقال السفير السعودي في القاهرة أحمد قطان إن زيارة خادم الحرمين «تاريخية... ولها دلالات وأبعاد ورسائل عدة أولها تهنئة الرئيس المصري بمناسبة انتخابه، والأمر الثاني التأكيد على دعم المملكة القوي لمصر وشعبها خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها». وشدد على أن السعودية ومصر «هما جناحا هذه الأمة، ومن هنا تأتي أهمية هذه الزيارة لتنسيق المواقف كافة». واعتبر السفير المصري في الرياض عفيفي عبدالوهاب أن زيارة خادم الحرمين «تحمل الكثير من المعاني والدلالات، وتؤكد مدى حرصه على استمرار الدعم والمساندة السعودية لمصر، تواصلاً مع الموقف التاريخي والمشرف والشجاع الذي اتخذه بعد ثورة 30 يونيو». وقال في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن «هذا التواصل والدعم والمساندة من السعودية ووقوفها بجانب مصر والموقف التاريخي والمشرف لها، كان موقفاً فاصلاً وفارقاً لما قبله ولما بعده، ولما تبعه من تغير مواقف العديد من الأطراف سواء على المستوى الإقليمي أم الدولي وحاجة مصر آنذاك إلى هذا الدعم والمساندة». وأضاف: «استمراراً لهذا الدعم والمساندة فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين أكدت استمرار وقوف المملكة إلى جانب مصر»، مشيراً إلى أن «الرسالة التي بعثها خادم الحرمين إلى الرئيس السيسي لمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة تؤكد الموقف السعودي المساند والداعم لمصر، واعتبر فيها المساس بمصر مساساً بالمملكة، بل مساساً بالأمتين العربية والإسلامية». وكان خادم الحرمين غادر مدينة الدار البيضاء أمس متوجهاً إلى القاهرة في طريق عودته إلى المملكة، بعد إجازة خاصة قضاها في المغرب. من جهة أخرى، وصل إلى جدة أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان في استقباله، بحسب وكالة الأنباء السعودية، نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله. وفي وقت لاحق عقد لافروف لقاء مع ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز. وكان الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أوضح أن لافروف سيزو المملكة «تلبية لدعوة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لعرض تطورات الوضع في سورية والعراق».