سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيروت تستضيف اليوم أكبر تظاهرة عربية... وعبدالمجيديعتبر "أن حقنا لن يضيع" ويلتقي رئيس الجمهورية والحص والحريري . لحود:استمرار واضح لدعم الصمود اللبناني- السوري الشرع:نؤيّد الانسحاب واسرائيل لا تستطيع إملاء إرادتها علينا
} بدأ العد العكسي لاستضافة بيروت ظهر اليوم إجتماعات الدورة ال 113 لمجلس وزراء الخارجية العرب تضامناً مع لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، في تظاهرة عربية لم يشهد لها لبنان مثيلاً، وسط ترحيب رسمي لبناني بها، وتأكيد عربي عبر عنه الوزراء الواصلون على دعم لبنان سياسياً ومعنوياً ... ومادياً. رحب رئيس الجمهورية اميل لحود بانعقاد الاجتماع الوزاري العربي في بيروت، معتبراً انه "استمرار واضح للدعم العربي للصمود اللبناني - السوري في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ومساندة اساسية لاسترجاع الحقوق". وكان لحود بحث مع الامين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد في اعمال المؤتمر وتطورات الوضع في المنطقة ولبنان، ومنحه وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر. وحيا عبدالمجيد، على الاثر، لبنان قيادة وشعباً ومقاومة، معتبراً ان المؤتمر الوزاري "مؤشر ورسالة معبرة للعالم كله مفادها ان لبنان يقاوم وأثبت بكل قوة وجرأة وحكمة ان الحق العربي لن يضيع ولا يمكن ان يضيع". ورأى ان الاجتماع "بكل ما تم من اعداد له احدث اثره قبل انعقاده، في العالم العربي كله وفي المواقف العربية البناءة والقوية والسليمة، ولبنان كان الاختبار والمحك". وبعدما شكر للحود الوسام قال "اننا مع لبنان وسندعمه ليس فقط سياسياً، انما ايضاً مادياً ومعنوياً وشعبياً، وقد لمستم هذا الدعم اخيراً، كمؤشر الى ان الامة العربية في خير، على رغم بعض رسائل الاحباط والتشكيك في انفسنا". واعتبر "ان الاجتماع اختبار نجحنا فيه، من خلال الحضور العربي على اعلى مستوى". وسئل: هل تنبثق من الاجتماع مفاعيل سياسية تؤكد تلازم المسارين اللبناني والسوري ومفاعيل اقتصادية تدعم صمود لبنان في مواجهة العدوان؟ اجاب "ان العلاقة بين لبنان وسورية عضوية والتنسيق والتفاعل والترابط بينهما سيعرز المزيد من التلاقي". وأكد "اننا لن نقبل العدوان وسنقاومه بكل الوسائل، ومنها الوسائل المشروعة وهي المقاومة اللبنانية التي احييها". واعرب عن اعتقاده "ان الامة العربية نجحت في ان تقف وقفة رجل واحد بالنسبة الى هذه القضية، وأن الاجتماع سيترك بصماته على العالم العربي كله، لأنه صدى لما ينبض به الشارع العربي". وقال "اننا نسير في الطريق الصحيحة بإ يمان واقتناع ودراسة وحكمة، وأرجو ان يعلم العالم، من خلال الاجتماع، ان لبنان بعد الذي حدث لا يمكن ان يترك وحده اطلاقاً، بدليل هذا الحضور ورد الفعل الذي اشعر به في كل مكان". واعقب هذا الاجتماع، لقاء في السرايا الكبيرة بين رئيس الحكومة سليم الحص وعبدالمجيد في حضور عدد من كبار معاونيه، استغرق ساعتين، للإطلاع على الترتيبات النهائية للإجتماع الوزاري، التي وصفها الامين العام للجامعة ب"الممتازة"، موضحاً ان "الاجتماعات العامة والمفتوحة سيشارك فيها المراقبون وستكون فرصة لكلمات في جلسة الافتتاح، ثم تعقد جلسة مغلقة للبحث في البنود الواردة على جدول الاعمال، وهي محدودة، وفي مقدمها البند الخاص بلبنان. وتستمر الاجتماعات حتى الاحد غداً وتنتهي مساء، وبذلك نبدأ الدورة ال113 بجلسة تستمر مفتوحة"، وأشار الى أن "كل ما يتقدم به لبنان هو موضع اهتمام وتقدير". وسئل عن تحليق طائرات اسرائيلية حربية خلال اجتماعه مع الحص، فسأل "هل كان يحلق؟ واذا كان يحلق، فنحن غير مهتمين به". وأوضح ان شعار الاجتماع التاريخي هو "التضامن والدعم للبنان"، معتبراً "أن التهديدات الاسرائيلية، على رغم مظاهرها العدوانية، لا تخيف لبنان، ولا تخيفنا وأرجو ان نثق بأنفسنا". وعلمت "الحياة" من مصادر المجتمعين ان هناك توافقاً تاماً على مضمون المذكرة اللبنانية الى المؤتمر، وأن هناك توجهاً الى تبنيها كاملة، خصوصاً لجهة الموقف المطالب بعودة اللاجئين الفلسطينين الى ارضهم كجزء من الحل الشامل. وفي الاطار نفسه، التقى الحص رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الذي قال "بحثنا في ما يمكن ان يخرج به الاجتماع، خصوصاً عملياً، اي ترجمة الكلام والتضامن اعمالاً وأفعالاً لمساعدة لبنان". وأكد "تضامن العراق مع لبنان الشقيق الشجاع ومواقفه الثابتة للحفاظ على حقوقه الوطنية وكفاحه الباسل ضد اسرائيل". وكان وزراء الخارجية العرب بدأوا بالوصول الى مطار بيروت الدولي اعتباراً من الثانية بعد الظهر واستقبلهم وزير الاصلاح الاداري حسن شلق ثم وزير الاتصالات عصام نعمان ممثلين رئيس الحكومة، ونائب مدير المراسم في الخارجية السفير حسين رمال. وعرضوا حرس الشرف، وادلى بعضهم بتصريحات في صالون الشرف. وقال وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن محمد شلقم: "نتوقع كل خير من هذا اللقاء العربي، بما يفيد لبنان والامة العربية. فلوجود وزراء الخارجية في هذا الوقت والمكان اكثر من مردود، خصوصاً بعد التطورات الاخيرة. وهو لقاء احتفالي بانتصار المقاومة اللبنانية، وبداية هرولة المحتل الاسرائيلي الى الانسحاب بعد انتصار المقاومة". وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل "ان المؤتمر تعبير عن دعم الامة العربية للسلطة والشعب والمقاومة في لبنان ورسالة الى المحتل ان عليك الرحيل اذا كنت تريد ان تعيش في سلام وأمن، ورسالة الى المجتمع الدولي بأن الامة العربية المجتمعة من دون استثناء تقف مع لبنان حتى زوال الاحتلال، وعليه ان يسانده". وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك خليفة "يلتقي العرب على ارض لبنان العزيزة لإتخاذ موقف موحد ضد الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة عليه. وأعتقد انهم سيتخذون خطوات وقرارات تسانده في كل المجالات. والقصد من الاجتماع التأكيد ان الاعتداءات على جنوبلبنان اعتداءات على الوطن العربي ككل وأعتقد اننا سنتخذ المواقف الصائبة والمؤثرة". واضاف ان الدعم سيكون في المجالين السياسي والاقتصادي وجميع العرب سيقومون بواجبهم بالإسهام، كل في ما يستطيع، هذا هو الرد في هذه الظروف". وأعلن تأييد البحرين لعقد قمة عربية. وقال وزير خارجية اليمن عبدالقادر باجمال "ان اللبنانيين لا يحتاجون الى الدعم الكلامي، المطلوب دعم مادي حقيقي". وأضاف "امامنا عمل كثير لننجزه في لبنان وينبغي ان يكون اللقاء بداية صحيحة وانطلاقة حقيقية وموضوعية من اجل التضامن العربي الذي سيضع لنا استراتجية المستقبل، واليمن تقوم بمبادرة قد تكون مساهمة لائقة في هذه المناسبة، وهو ان يكون هناك انتظام دوري للقمة العربية". وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى "ان انعقاد المؤتمر مهم وخاص ويأتي في ظروف تتطلب تضامناً وتشاوراً واجتماعاً مثمراً من الجانب العربي والحضور والمشاركة من كل الوزراء، ونرجو ان تعكس المناقشات الرغبة العربية الجامعية في تشاور مثمر ودرس موضوعي لظروف المحيطة بالعالم العربي وفيه". وعن موقف رئيس الجمهورية من الانسحاب الاسرائيلي، قال "نؤيد الموقف الذي يتخذه لبنان، فالمسألة تتعلق به وبسيادته وأرضه ومستقبله وما يقرره اللبنانيون يناصرهم فيه المصريون". وعن المقاومة ودورها، قال "العرب يأتون الى لبنان ليحيطوه بدعمهم وودهم" متمنياً "ان تنتهي هذه المرحلة التي ادت الى تدمير البنية الاساسية في لبنان والى كثير من الاضطراب في حياة هذا الشعب الشقيق". وأكد ان "الاجتماع حلقة رئيسية في موضوع دعم لبنان". وعن احتمال الانفراج على المسار السوري - الاسرائيلي، قال "ان تحسن المناخ في عملية السلام ينفع الكل وهو مهم لإعادة الثقة الى المفاوضين العرب. والجو العام معروف انه كان داكناً ومليئاً بالغيوم، المهم اننا نعمل على اعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي، والهدف التوصل الى سلام متوازن وعادل طبقاً للأسس والمبادئ التي اتفقنا عليها وما عدا ذلك غير ممكن". وسئل: هل الانفراج على المسار الفلسطيني سيؤثر في قرارات المجلس؟ اجاب "قرارات المجلس ستصدر بناء على مناقشة المواضيع المطروحة سواء موضوع القمة او موضوع لبنان، او المواضيع الاخرى التي لها اسس عربية". وقال "ان الاجتماع في بيروت يعطي الرسالة الواضحة كبداية موقف عربي تشاوري هدفه أن يكون ايجابياً وحيال التزام السلام العادل والشامل"، مشيراً الى "ان الموقف العربي لم يكن بالسوء الذي فهمه الكثيرون، لأن هناك تشاوراً كثيراً كان يتم، واذا كانت هناك حالات من الخروج هنا وهناك، فهذا استثناء يثبت القاعدة الواسعة للتشاور العربي، انما غداً هناك رسالة قوية من العالم العربي حيال السلام وتفضيل العرب للسلام والتشاور وخدمة مصالح بعضهم بعضاً". وأكد وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى دعم بلاده للبنان ودان العدوان الإسرائيلي، معتبراً أن المؤتمر "تعبير عن التضامن العربي الذي سيكون لبنان منطلقه". وقال وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي ان الاجتماع "رسالة تضامن ودعم للبنان، وتأييد للعمل الذي قام به من خلال المقاومة وموقفه الصلب من الاحتلال". وقال "ان موقف أمير البلاد والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دائماً تضامني وداعم لتحرير الارض اللبنانية، خصوصاً ان للامارات ارضاً محتلة من ايران وتعرف معنى الاحتلال". وعن معارضة الامارات مشاركة ايران في المؤتمر، قال "نحن لم نعارضها، هذا تعبير غير واقعي. هذا اجتماع عربي ولكن اذا كان هناك اجتماع آخر في ظل الجامعة وفي ظل ميثاقها نرحب بايران وغيرها. ونقدّر موقفها ودعمها للبنان في سبيل تحرير ارضه". ونفى ان "تكون هناك وساطة بين الاماراتوايران. وقال "نحن نطالب باعادة الجزر الثلاث المحتلة. ودعوتنا دعوة سلام، ونرجو من ايران ان تتجاوب معها. ونتمنى، كما يفعل لبنان ليحرر ارضه، ان نجد ايضاً من إخواننا العرب وعلى رأسهم لبنان دعماً لتحرير اراضينا". اما وزير الخارجية السوري فاروق الشرع فوصل الى بيروت براً، وصرح في محلة المصنع الحدودية حيث استقبله وزير النقل نجيب ميقاتي "ان سورية مع الانسحاب من اي جزء في اي ارض عربية محتلة، ولكن على ان يكون هذا الانسحاب من دون قيد او شرط". وقال "لا تستطيع اسرائيل ان تملي ارادتها على السوريين واللبنانيين والعرب"، معتبراً "ان اي اتفاق شامل يجب ان يكون على قاعدة الارض في مقابل السلام". ومساء، زار عبدالمجيد رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في دارته في قريطم، وأولم وزير الخارجية السابق النائب فارس بويز لعدد من وزراء الخارجية العرب في منزله.