اعترفت الحكومة السودانية امس بأن مساعد رئيس الجمهورية رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار الموجود في ولاية الوحدة الجنوبية، استقال من كل مناصبه السياسية والتنفيذية. وحمَّل الدكتور علي الحاج نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم، الحكومة مسؤولية خروج مشار ودفعه الى الاستقالة، معتبراً ان قرارات الرئيس عمر البشير الخاصة بتعيين الولاة قطعت الطريق امام عودته. في غضون ذلك، احتجزت ميليشيات جنوبية موالية للحكومة في ولاية الوحدة طائرة ل "برنامج الغذاء العالمي" التابع للامم المتحدة، واحتجزت طاقمها المؤلف من رجلين اضافة الى مسؤول في الاممالمتحدة رهائن، مطالبة بمقايضتهم بثلاثة من عناصرها أكدت انهم كانوا على متن طائرة اخرى تابعة للبرنامج أُجبرت الاسبوع الماضي على الهبوط في مطار جنوبي حيث خطفتهم جماعة مسلحة مناوئة لهم. ورأس النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه اجتماعاً في الخرطوم ضم وفداً حكومياً رفيع المستوى ومجموعة من قادة "جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة" التي يتزعمها مشار، وناشد الاخير العدول عن استقالته وفتح حوار لمناقشة اسبابها التي تتلخص في عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها التي نص عليها اتفاق الخرطوم للسلام الموقع بين الحكومة وبعض الفصائل الجنوبية المعارضة في نيسان ابريل 1997، وتعيين بعض الوزراء والولاة الجنوبيين من دون التشاور مع "جبهة الانقاذ". وقال وزير الدولة للسلام الناطق باسم "جبهة الانقاذ الديموقراطية" مكواج تيج ل "الحياة" امس، ان مشار بعث بنسختين من استقالته قبل اسبوعين، عبر جهاز "لاسلكي"، وان الاولى كانت مرسلة الى البشير موقعة باسمه وبصفته مساعده ورئيساً لمجلس الجنوب، في حين بعث بالثانية الى نائب رئيس "جبهة الانقاذ" بيتر عبدالرحمن سولي موقعة باسمه وبصفته رئيساً للجبهة. واضاف تيج: "ان الاسباب التي وردت في استقالة مشار موضوعية لكننا نختلف معه في اسلوب تقديمها من ولاية الوحدة قبل العودة الى الخرطوم ومناقشتها، وندعوه الى العودة والمساهمة في مشروع السلام". ونفى ما تردد اخيراً عن انضمام مشار الى "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق.