حذّر مساعد الرئيس السوداني رئيس مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية رياك مشار من انهيار اتفاق الخرطوم للسلام بين الحكومة المركزية والفصائل الجنوبية، معتبراً ان مفاوضاته مع الحكومة لتفعيل الاتفاق وصلت الى طريق مسدود. واتهم مشار، وهو زعيم جبهة الانقاذ الديموقراطية، في اجتاع عقد اول من امس مع معاونيه وابناء قبيلة النوير، الحكومة السودانية بوضع عراقيل تحول دون تنفيذ هذا الاتفاق. ونقلت صحيفة "الرأى العام" السودانية عن الناطق باسم جبهة الانقاذ الديموقراطية مكواج تيج، ان مشار ابلغ معاونيه بعدما حاصروه بالاسئلة خلال الاجتماع الذي عقد في مقر الجبهة "ان اتفاق الخرطوم للسلام يمر في اخطر مراحله"، محذراً من انتقال الحرب الى المناطق الآمنة في جنوب السودان. ونقل تيج عن مشار قوله "ان لا داعي لاستمراره في الحكومة" و"انه مستعد للتنحي عن رئاسة مجلس التنسيق" اذ "ان المرحلة المقبلة ستشهد تحرير شهادة وفاة اتفاق السلام". في موازاة ذلك طالب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم من حزب مشار ان يكشف جدول اعمال مؤتمر ايوت المقرر عقده مطلع الشهر المقبل بين جبهة الانقاذ الديموقراطية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق. ويبدو ان ثمة خلاف في وجهات النظر بين "حزب المؤتمر" و"جبهة الانقاذ" في شأن الهدف من مثل هذه الاجتماعات. اذ يطالب الحزب بأن تركز هذه المفاوضات على ضرورة انضمام حركة التمرد الى اتفاق الخرطوم، فيما تقول الجبهة ان هدف الاجتماع مثل مؤتمر وونليت الذي عقد مطلع السنة هو اجراء مصالحة بين قبائل جنوبية. وتساءل نائب الامين العام للحزب الحاكم قائد قوات بحر الغزال، لورنس لوال: "لماذا لا يكون المؤتمر مفتوحاً وتشارك فيه كل الفصائل الموقّعة على اتفاق الخرطوم للسلام؟". واضاف "ان مؤتمر ايوت يشكل خطوات على مسيرة السلام"، وطالب "جبهة الانقاذ بإيضاح موقفها من هذه المسألة"، مشيراً الى اجتماعات تمت بين الجبهة وحركة التمرد في طرابلس في الايام الماضية. الى ذلك اعلن الجيش السوداني انه تمكن من صد هجوم قام به "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الجناح العسكري ل "الحركة الشعبية". وقال الناطق باسم الجيش، الفريق الركن محمد عثمان يس "ان ما قامت به حركة التمرد يهدف الى احراج الحكومة السودانية واعطاء الرأي العام العالمي انطباعاً بأن السودان لم يلتزم وقف اطلاق النار المعلن". وتحدث يس عن "ممارسات غير انسانية" تقوم بها حركة التمرد في الاستوائية حيث "تقوم باعدام الشيوخ وتعذيب كل من لم يرغب في الانضمام اليها من ابناء القبائل الاخرى غير الدينكا".