برز خلاف اساسي بين الحكومة السودانية والفصائل الجنوبية المتحالفة معها قد يهدد الاتفاق الذي وقعه الجانبان. وأفادت مصادر مطلعة ان الخلاف يعود الى تمسك هذه الفصائل التي تنتمي الى جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة بعزمها على مواصلة مفاوضات بدأت قبل اشهر مع الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق الذي يقاتل السلطة المركزية السودانية. وكان الاجتماع السابق الذي عقد قبل اشهر لقي انتقاداً حاداً من الحكومة، خصوصاً ان اعضاء من "الجبهة المتحدة يتولون مناصب قيادية في المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم حضروا هذا الاجتماع. وترددت في الخرطوم انباء عن وجود نقاط اتفاق سرية تم التوصل اليها في هذا الاجتماع، الى جانب النقاط المعلنة التي تحدد الحركة في المراعي في مناطق التماس بين الحكومة والمتمردين. وأكد مكواج تيج الناطق باسم جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة التي يتزعمها الدكتور رياك مشار ان اجتماعاً سيعقد هذا الشهر مع ممثلين ل"الحركة الشعبية" في منطقة جونقلي. لكنه أشار في تصريحات صحافية ان اللقاء يهدف الى مصالحة بين قبائل المورلية والانواك والدينكا والنوير التي تعيش في المنطقة. وقال، رداً على الانتقاد في الخرطوم لمثل هذه الاجتماع: "ان الحكومة لم تشاورنا قبل لقاء الدكتور حسن الترابي والسيد الصادق المهدي في جنيف. فلماذا نشاورها في لقائنا مجموعة قرنق". وأضاف: "ان بعضهم ينظر الى لقاءات القادة الشماليين كمصالحة وطنية بينما ينظرون الى لقاءات القادة الجنوبيين كخيانة وطنية". وعلى الصعيد ذاته، تأكد تشكيل ملتقى الاحزاب الافريقية، وهي الاحزاب التي تضم اعضاء من جنوب السودان وجبال النوبة. وسيعقد اللقاء في العاصمة الاوغندية كمبالا، في حضور ممثلين عن هذه الاحزاب المنتشرة في شرق افريقيا. ويرى المراقبون ان هذا اللقاء بمثابة خطوة جديدة للضغط على الحكومة السودانية، بسبب عقده في كمبالا التي تحتضن العمل المناهض لها. الى ذلك دعا الرئيس السوداني عمر البشير مجدداً المعارضين الى العودة والمشاركة في الحل السياسي في مواجهة "المخططات الدولية التي تهدد البلاد". وقال في خطاب القاه اول من أمس في مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض التي تعتبر المعقل الرئيسي لأنصار رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، "ان مبادئ الانقاذ هي مبادئ الامام المهدي". كما حضر البشير تخريج آلاف من مجندي الخدمة الوطنية في الولاية. وقال خلال الاحتفال "اننا نستعد لتدريب الشباب عسكرياً وروحياً لمواجهة التهديدات الخارجية". ودعا الرئيس السوداني في كلمته التي تزامنت مع ذكرى عيد العمال في السودان في الخامس من آب اغسطس حكام الولايات الى الاهتمام بصرف رواتب العاملين في موعدها، وذلك بعد موجة احتجاج واسعة على تأخير صرف الرواتب في موعدها وازدياد الضائقة الاقتصادية.