أدت الحكومة النمسوية، برئاسة المستشار المحافظ وولفغانغ سوشيل، وعضوية وزراء من اليمين المتطرف بزعامة يورغ هايدر اليمين الدستورية امس، على وقع تظاهرات صاخبة وصدامات مع الشرطة وسط فيينا. راجع ص 7 وفيما استدعت الولاياتالمتحدة سفيرها في فيينا للتشاور، نفذ بعض دول الاتحاد الاوروبي تهديداته بمقاطعة النمسا التي اصبحت معزولة في القارة، فيما سحبت اسرائيل سفيرها رسمياً من فيينا احتجاجاً، وأجّل القائد الاعلى لحلف شمال الاطلسي ويسلي كلارك زيارة له الى النمسا كانت مقررة امس. ففي فيينا اقسمت الحكومة الائتلافية المكوّنة من المحافظين واليمين المتطرف اليمين الدستورية وسط مراسم فاترة جداً امام الرئيس توماس كليستل، فيما وقعت مواجهات بين آلاف المتظاهرين والشرطة التي اعلنت عن اصابة عدد من افرادها بجروح. واستخدمت الشرطة الهراوات لصدّ المتظاهرين الذين ردّوا بإلقاء المفرقعات. واصدر رئيس الوزراء الفنلندي بافو ليبونين امس مرسوماً جمّد بموجبه العلاقات السياسية مع النمسا حتى اشعار آخر، كما علّق الزيارات الوزارية بين البلدين واستقبال ممثلين نمسويين رسميين ودعم ترشيح نمسويين الى مناصب في المنظمات الدولية، اي انه طبّق العقوبات التي أقرها الاتحاد الاوروبي. واكدت المانيا والنروج ليست عضواً في الاتحاد الاوروبي والبرتغال وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا على انها ستحذو حذو فنلندا. اما في تل ابيب فأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية انه تم استدعاء السفير الاسرائيلي لدى النمسا احتجاجاً على وصول اليمين المتطرف الى الحكم. وقال دانيال سعدا ان بلاده "لا تستطيع التزام الصمت حيال صعود احزاب اليمين المتطرف، خصوصاً في الدول التي لعبت دوراً في الاحداث التي اسفرت عن اختفاء ثلث اليهود".