دبي، موسكو، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اكد ضابط في البحرية الاميركية أن السفينة الروسية التي اعترضتها البحرية الاميركية مساء أول من أمس في مياه خليج عمان كانت تحمل نفطاً عراقياً. وقال القومندان جيف غراديك الناطق ايضاً باسم قوة الاعتراض البحرية المتعددة الجنسيات "لدينا أدلة جيدة تثبت ان النفط عراقي". وأضاف "لا يمكنني الدخول في التفاصيل لكننا رصدنا هذه السفينة منذ مغادرتها العراق". وأكدت وزارة الخارجية الروسية بشكل قاطع ان حاملة النفط "فولغا نفت - 147" لم تكن تنقل نفطاً عراقياً خلافاً لاتهامات البحرية الاميركية التي اعترضتها، وطالبت بالافراج الفوري عنها. وكان غراديك أعلن سابقاً انه يجري تفتيش الناقلة "فولغا نفت - 147" في المياه الدولية في خليج عمان. وفي حديث هاتفي من البحرين حيث يتمركز الاسطول الخامس الاميركي قال غراديك "صعد اعضاء من قوة الاعتراض متعددة الجنسيات على متنها الاربعاء لتفقد حمولتها". واضاف "تم تتبع السفينة منذ خروجها من المياه الاقليمية العراقية حتى تم اعتراضها لأنه كان يعتقد انها تحمل منتجات نفطية عراقية المنشأ". وقال غراديك ان الناقلة الروسية فشلت في تقديم ردود لأسئلة روتينية عن رحلتها. ولم يؤكد ما اذا كانت الناقلة قد مرت عبر المياه الاقليمية الايرانية وما إذا كانت سفن اميركية قد شاركت في اعتراضها. وقال غراديك نقلاً عن بيان اميركي صدر قبل ذلك: "تورطت سفن ترفع علم روسيا في تصدير نفط عراقي بشكل غير قانوني في السابق. هذا ليس جديداً لكنه أمر غير عادي". وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أعلن مساء أول من أمس ان البحرية الاميركية اوقفت سفينة روسية في الخليج يشتبه في انها تنقل نفطاً عراقياً منتهكة بذلك الحظر الذي تفرضه الاممالمتحدة على العراق. وقال الناطق جيم كوت ان البحرية الاميركية التي تعمل في اطار قوة دولية لمراقبة الحظر، اوقفت صباح الاربعاء سفينة روسية "يشتبه في انها تنقل نفطاً عراقياً بطريقة غير مشروعة". وأضاف: "ان طاقم السفينة الروسية وقبطانها اظهروا تعاوناً كاملا". واحتجت الولاياتالمتحدة مراراً لدى روسيا على عمليات تهريب نفط عراقي مشتبه بها في مخالفة للعقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة على العراق منذ غزوه الكويت عام 1990. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية: "لقد أثرنا هذه المسألة معهم في عدد من المناسبات. والحكومة الروسية اكدت لنا انها تحقق في الأمر وستتخذ الاجراءات المناسبة". وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان بلاده ستجري دراسة معمقة لحادث توقيف السفينة الروسية. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر في وزارة الخارجية ان موسكو تجري حالياً مشاورات مكثفة مع الجانب الاميركي في شأن هذا الحادث. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ايفانوف قوله: "ينبغي ان ندرس الملف بعمق وتحديد من استأجر الناقلة ومن يملكها". واشار وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف من جانبه الى ان "قيام سفينة عسكرية اميركية بتوقيف سفينة تجارية روسية يولد انطباعاً سلبياً". واستناداً الى معلومات مستقاة من مصادر في وزارة النقل الروسية فإن الناقلة كانت تحمل نفطاً ايرانياً وتم اعتراضها في المياه الايرانية. وطالب نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي سيريدين بالافراج الفوري عن الناقلة. ونقلت "انترفاكس" عنه ان "الجانب الروسي يصر على اطلاق الناقلة فوراً". وذكر ان روسيا "أعربت عن دهشتها" من الحادث لكل من الولاياتالمتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة. وأوضح ان الناقلة "فولغا - نفت - 147" تحمل نفطاً ايرانياً واستطرد قائلاً: "الناقلة لم تدخل قط المياه الاقليمية العراقية ولم ترس في موانئ عراقية". ونقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤولين في وزارة الخارجية قولهم ان الحادث ربما يزيد من تعكير صفو العلاقات مع واشنطن. ونقلت "ايتار تاس" عن مسؤول كبير لم تكشف عن هويته قوله ان موسكو ستدرس كل الظروف المحيطة بالحادث بالتفصيل قبل اتخاذ خطوات ديبلوماسية. وابلغ المسؤول تاس قوله: "تعتقد وزارة الخارجية الروسية ان حادثاً من هذا القبيل لن يساعد الجهود الهادفة الى تطبيع الموقف في شأن العراق، وقد يكون له أثر سلبي على العلاقات الاميركية - الروسية". واتخذ زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف من حادثة احتجاز البحرية الاميركية ناقلة نفط روسية في مياه الخليج مناسبة للاشارة الى "ضُعف اجهزة الامن في روسيا"، ووصف الحادثة بأنها "إهانة لروسيا"، فيما لمحت شركة روسية للنقل، البحري الى احتمال رفع دعوى قضائية على المسؤولين عن احتجاز السفينة التي ظل الاتصال معها مقطوعاً حتى مساء امس". وفي موازاة ذلك نفت الحكومة الروسية ان الناقلة كانت تحمل نفطاً من العراق، وأكدت أنها تحمل نفطاً إيرانياً. وقال غينادي زوغانوف ان احتجاز البحرية الاميركية ناقلة النفط الروسية يدل على "ضعف اجهزة الامن الروسية" واعتبر الحادثة "اهانة لبلد عاجز عن حماية مصالحه". وذكر سلسلة من الاحداث الدولية التي جرى فيها تجاهل روسيا وايذاؤها بدءاً من ازمة البلقان وصولاً الى "التطاول على المياه الاقليمية الروسية وحدود روسيا". ودعا الى "اجراءات جذرية لاعادة الهيبة الى الدولة الروسية، لأن لا احد يراعي مصالح الضعيف". وختم ان "علينا العمل على تقوية روسيا حتى يحسب الآخرون حسابها". الى ذلك، قال مدير شركة "سوفراخت" دميتري يورين الذي توسطت شركته في صفقة نقل المازوت من ايران الى الامارات مساء امس: "ان الاتصال مع الناقلة فولغا - نفت 147" ما زال مقطوعاً". واوضح موظفو الشركة ان تحميل المازوت على الناقلة جرى في الجانب الايراني من شط العرب، وان ناقلة روسية ثانية تشترك في تنفيذ صفقة نقل المازوت موجودة وهي فارغة، في المياه الدولية. وقال بورن ان الشركة الروسية تنوي رفع دعوى على البحرية الاميركية لاحتجازها الناقلة الروسية خلافاً للقانون. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانها الثاني امس وطالبت فيه باطلاق الناقلة فوراً. وقالت انها بصدد العمل على تأمين سلامة طاقم السفينة وربانها. واضاف البيان ان سفارتي روسيا في كل من واشنطن وابو ظبي نقلتا الى سلطات البلدين الموقف الروسي من حادثة الاحتجاز. الى ذلك، اكد فيكتور كاليوخين وزير الوقود والطاقة الروسي، ان الناقلة المحتجزة لم تقم بأية عملية نقل للنفط العراقي، وانها تعاملت مع النفط الايراني فقط وداخل الحدود الايرانية