تلقى رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود امس رسالة من رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير تتعلق بتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط. تسلم رئيس الحكومة سليم الحص الرسالة من موفد بلير اللورد مايكل ليفي الذي وصل الى بيروت بعد ظهر امس، في اطار جولة استطلاعية على عدد من دول المنطقة. وحضر الاجتماع الذي عقد في السرايا الكبيرة الأمين العام لوزارة الخارجية السفير زهير حمدان ومسؤولون في السفارة البريطانية في بيروت. وأكد الرئيس الحص، الذي تسلم ايضاً بصفته وزيراً للخارجية رسالة من نظيره البريطاني روبن كوك، تتضمن شرحاً عن موقف بريطانيا من عملية السلام، للموفد البريطاني "الثوابت اللبنانية من عملية التسوية". وأعرب ليفي، بعد اللقاء، عن "شعوره بوجود نيات جدية من جانب المسؤولين السوريين لتحقيق تقدم في عملية السلام، وهي موجودة لدى الاسرائيليين ايضاً". وأمل بأن "تثمر المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي نتائج ايجابية على المسار اللبناني وأن تستأنف في المستقبل القريب". وقال ان "الرسالتين اللتين سلّمهما مختلفتان، لكن المحتوى متشابه جداً ويتضمن المشاعر نفسها وتمنيات بلير وكوك بوجود نيات جدية لدى السوريين لإحراز تقدم في العملية السلمية". واعتبر ان "ما حصل في الجنوب اخيراً امر سيئ"، داعياً الى "ضرورة ممارسة اقصى درجات ضبط النفس لأن الطريق الوحيدة لإحراز التقدم هي السلام". وقالت مصادر حكومية ان "اللورد ليفي لم يحمل جديداً بل تمنيات بريطانية لعودة السوريين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات قريباً، ودعوة الى ضبط النفس لتلافي اي تدهور امني في الجنوب". وكان اللورد ليفي التقى فور وصوله الى بيروت آتياً من دمشق، رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ساحة النجمة، وزار مقر شركة "سوليدير" واستمع من رئيس مجلس ادارتها ناصر الشماع الى شرح عن تفاصيل مشروع تطوير وسط بيروت واعادة اعماره والمراحل التي قطعها. ثم جال في الوسط التجاري متفقداً الانجازات. الى ذلك، تلقى الحص اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الروسية ايغور ايفانوف اطلعه خلاله على نتائج اجتماعات الدول المتعددة الاطراف التي عقدت اخيراً في موسكو. وأكد "التزام بلاده ضرورة اعادة الحركة الى المسار السوري واستئناف المفاوضات على المسار اللبناني في اقرب ما يمكن على قاعدة القرارات الدولية". وفي الخارجية، أكد القائم بأعمال السفارة الالمانية في لبنان جوهانس ريجنبريخت، بعد لقائه أمينها العام السفير زهير حمدان، ان "العدد الكبير من اللبنانيين الذين يعيشون في ألمانيا عدد ابناء الجالية نحو 60 ألفاً مرحب بهم وهم يقيمون بطريقة عادية ومنتظمة، ومعظمهم موجود بصفة صديق، لكن هناك بعض الاستثناءات". وأشار الى ان "عدد الذين يعيشون في وضع غير منتظم محدود ونحن في صدد الاتفاق على ترحيلهم". وقال ان "العلاقات الثنائية ممتازة، ونحن ندعم لبنان ليس فقط على المستوى الثنائي بل ومن خلال عضويتنا في الاتحاد الاوروبي، ونواكبه في اطار عملية السلام والقرارات المستقبلية". وأوضح السكرتير الاول للشؤون القنصلية كونراد ارزفون شتروزنبرغ: "اننا نجهل العدد الحقيقي للبنانيين الذين يعيشون في ألمانيا في وضع غير منتظم لأن الاحصاءات عنهم تصدر من المناطق المختلفة في الجمهورية الفدرالية. وكل عام وبالتعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية هناك ما بين 200 و400 لبناني يعودون الى لبنان بمبادرتهم الخاصة بناء على دعوة توجه اليهم، او يرافقهم احد، لكن العدد تقلص والاجراءات تمت في شكل جيد وأصبح الامر روتينياً وليس هناك مفاجآت في الموضوع". وسلّم القائم بالاعمال الالماني السفير حمدان طلب الموافقة على اعتماد سفير جديد لألمانيا في لبنان رافضاً الكشف عن اسمه "ريثما توافق الحكومة اللبنانية عليه". والتقى حمدان مدير الدائرة الاولى في قسم الشرق الاوسط في الخارجية اليابانية تاكيهيرو كاغاوا الآتي مباشرة من موسكو حيث شارك في اجتماعات اللجنة التوجيهية للمفاوضات المتعددة الاطراف، يرافقه السفير الياباني في لبنان ماتسوهيرو هوريغوشي. ومن المقرر ان تترأس اليابان لجنة البيئة التي تشكلت وتقرر عقد اجتماعاتها في تونس في أيار مايو المقبل. وأوضح كاغاوا انه بحث مع حمدان في "انطلاقة هذه اللجنة وما نفكر به في المفاوضات المتعددة". وأعرب عن امله بأن "يشارك لبنان وسورية في اجتماعات المتعددة وهما بلدان مهمان في عملية السلام في الشرق الاوسط". وكان حمدان اطلع على نتائج اجتماعات المتعددة من سفير روسيا الاتحادية بوريس بولوتين الذي قال ان "هذه الاجتماعات اعطت دفعاً للبحث في سلام شامل وعادل في الشرق الاوسط على قاعدة قرارات مجلس الامن الدولي"، وأكد ان "المفاوضات الثنائية تبقى الاساس في عملية السلام الشرق الاوسطية". وثمن جهود السلطات اللبنانية لتأمين الحماية للسفارة الروسية.