قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ان الانسحاب من جنوبلبنان خلال 6 اشهر سيكون في اطار اتفاق دولي و"ضمان للأمن"، الأمر الذي وصفته دمشق بأنه "مناورة قديمة". وفيما اعلن الموفد الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس ان الانسحاب الاسرائيلي ينبغي ان يكون في اطار اتفاق سياسي شامل يضم جميع الاطراف بينها سورية، دخلت بريطانيا على خط الجهود لتحريك المسار السوري عبر ايفاد مبعوث سينقل الاسبوع المقبل رسالة من رئيس الوزراء طوني بلير الى الرئيس حافظ الاسد. وكرر باراك في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية تعهد الانسحاب من جنوبلبنان بحلول تموز يوليو المقبل. وقال انه على ثقة من ان "فصل الالم والعذاب المكلف للتواجد الاسرائيلي في لبنان" سينتهي في الموعد المحدد، وضمن اطار اتفاق دولي بالانسحاب الى الحدود الدولية بين اسرائيل ولبنان و"ضمان الأمن" في المنطقة. وأضاف ان "انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان لن يغيّر شيئاً في خطر تعرض اسرائيل لهجمات بصواريخ الكاتيوشا". في مقابل ذلك، أعلن انطوان لحد قائد ميليشيا "جيش لبنانالجنوبي" في تصريح ادلى به الى مجموعة من الصحافيين بينهم مراسل وكالة "فرانس برس" في قاعدة مشتركة للجيش الاسرائيلي والميليشيا الجنوبية في المجيدية داخل الشريط الحدودي المحتل "فهمنا انه في حال حصول انسحاب فسيكون في اطار اتفاق" مع سورية. وفي دمشق اجرى الموفد الاوروبي الى الشرق الاوسط محادثات مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع، صرّح في ختامها بأن "اعلان باراك عن الانسحاب من لبنان في تموز المقبل فكرة جيدة. لكن ذلك يجب ان يكون ضمن اطار اتفاق سياسي شامل بمشاركة جميع الاطراف ومن بينها سورية". وقال موراتينوس ان الاتحاد الاوروبي "يقوم بجهد شاق كي تتمكن سورية واسرائيل" من استئناف المفاوضات. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان الموفد البريطاني اللورد ميشيل ليفي سيزور دمشق في الاسبوع المقبل لنقل رسالة من بلير الى الاسد تتعلق بالمفاوضات السورية - الاسرائىلية. وقالت: "إن ليفي لا يحمل رسالة من باراك بل من بلير، وان جهوده تأتي في اطار الديبلوماسية العلنية لاقناع السوريين والاسرائيليين بالعودة الى طاولة المفاوضات"، مشيرة إلى أنها الزيارة الثانية ل"المبعوث الشخصي لبلير" لدمشق. كذلك أكد باراك الذي زار لندن قبل ايام والتقى ليفي، ان الموفد البريطاني لا يتحدث باسمه. من جهة اخرى، اعتبرت مصادر سورية كلام باراك عن الانسحاب من جنوبلبنان "مناورة قديمة جربها سلفه بنيامين نتانياهو". وقالت: "ان الانسحاب باتفاق لن يكون الاّ مع سورية ولبنان في اطار السلام الشامل الذي يطالب به البلدان".